غيرُه/ إذا وقع المجرور أولًا لم يكن للباء هناك معنى حين لم يكن لها متعلّق, وإذا وقع بعد الفعل أمكن أن يكون لها معنى حين أمكن أن يكون لها متعلّق كما في {كفَى بالله} فالباء داخلةٌ على الفاعل, ولا يقال: بالله كفى شهيدًا, ولا يعترضُ بقولهم: بحَسْبِك زيدٌ؛ إذ لا يقاسُ عليه.

وأما الثاني: فلم تلحقِ العلامة اعتبارًا بالصورة اللفظية؛ لأنه بصورة الفضلة وإن كان عمدة, والفضلة مستغنى عنها فلا تلحق الفعل لأجلها كما تلحق لأجل العمدة, والدليل على اعتبار الصورة اللفظية حذفهم فاعل أفْعِل في التعجب ونصبهم إيّاه إذا سقط الجار نحو قوله تعالى: {اسْمِع بِهِمْ وأبْصِر} وقال الشاعر:

*وأجْدِر مثلَ ذلك أن يكونا*

على رأي طائفة, وأيضًا فقد قالوا: كفى بهندٍ فاضلةً, ولا تقول: كَفَتْ, وتقول في الوجه المشهور: ما جاءني من امرأةٍ فلا تؤنث الفعل, فكذلك قالوا:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015