المقصود مثل أن يُقَال لمتوقع القعود؛ قد قُعِدَ, ولمتوقِّع السفر: قد سُوفر السفرُ/ الذي ينتظر وقوعه, والفعل لا يدُلُّ على هذا النوع من المصادر, والدال عليه أمر آخر. وصحح ابن مالك ما قاله ابن خروف وقال ابن الباذش: وإنما أجاز سيبويه إضمار المصدر لدلالة مصدر آخر عليه في نحو: ضُرِبَ ضربًا شديدًا, وضُرِبَ [ضَرْبٌ] شديدٌ, ترفعُه إذا شغلت الفعل به, وتنصبه إذا شغلت الفعل بغيره, قال: فإسناد الفعل إلى المضمر في معنى إسناده إلى المضمر, قال: وإنما وجهُ: قِيمَ, وقُعِدَ أن يكون الكلامُ في بناء الفاعل: قامه, وقعده على معنى: قام زيدٌ قيامًا, وقَعَدَ عمرو قعودًا, فتضمر المصدر ثم تبنيه لما لم يُسَمَّ فاعله مضمرًا في اسم المفعول كما أضمرته في بناء الفاعل وقد جاء ذلك في قوله تعالى: {فبِهُداهم اقْتَدِهي} على قراءة من قرأ بذلك, أي: اقتدِ اقتداءً. وفيما أنشده سيبويه:
*هذا سراقةُ للقرآن يدرُسُهُ *
أي يدرس القرآن درسًا, قال: فأما أن يُعْمَلَ بناء المفعول في مصدر لم يعمل فيه بناء الفاعل فدعوى مجردة, وعلى هذا جرى جمهور الشراح, وكذلك: سِيرَ سَيْرٌ, منعوه أيضًا, وليس في كلام سيبويه ما يدل على جوازه, وإن كان قد