وقد تقدم شرح معناه في بسط كلام الناظم. ولما ذكر اجتناب اللبس وكان ذلك يتصور في لغة واحدة, ولم يعين ما الذي يصار إليه من باقي اللغات دلّ ذلك على إجاوته الانصراف إلى كل واحدة من الباقيتين.
وفي كلام المازني ما يعطي ذلك لكن عند من راعى اللبس من العرب. ثم قال: (وما لباع قد يُرى) ثابتًا للثلاثي المضاعف, نحو: حبَّ وردَّ, وشدَّ, وعمَّ, والذي تقدم لباع ونحوه في البناء للمفعول جريان ثلاث اللغات مالم يكن لبس, فن كان لبس اجتنب, فكذلك الحكم هنا إلا أن اللبس فإنك تقول: ردَّ, وشدَّ, وحُبَّ, ومُدَّ بإشمام الضم, ويجوز إخلاص الكسر, فتقول: رِدَّ, وشِدَّ, وحِبَّ, ومِدَّ, ومن ذلك قراءة علقمة ويحيى {هذه بضاعتنا رِدَّتْ إلينا} بإحلاص الكسر, وأنشد سيبويه للفرزدق:
وما حُلَّ من جهلٍ حُبى حلمائِنا ... ولا قائلُ المعروف فينا يُعنَّفُ
بإشمام ضمة الحاء الكسر, وقال ابن جني: قال لي أبو علي -رحمه الله-: إنهم ينشدون بيت الفرزدق على ثلاثة أوجه: حُلَّ, وحِلَّ, وحِلّ.
وقال ذو الرّمة: