مفعول بالتالي, وأراد تاء المطاوعة لكن حذا الهمزة, فبقي الاسم على حرفين أحدهما لين, وذلك غير موجود إلا ندورًا, أعني في معربات الأسماء, وقد حكى الكسائي: شربت ما يا هذا, ومثله بعد هذا: ((واكسر أو اشمم فا ثلاثي أعل)) وله من هذا القبيل في نظمه هذا كثير جدًا ساقه إليه ضرورة الشعر, و (كالأول) و (بلا منازعة) متعلقان باجعله, ويعني أن الحرف الثاني من الفعل إذا كان تاليًا أي: تابعًا لتاء المطاوعة فإنك تضمه أيضًا كالحرف الأول, فتقول في: تعلّم, تُعُلِّم, وفي: تأدَّب, تُؤُدّب, وفي: تخلّص, تُخُلّص, وفي تَدَحرَجَ: تُدُحرِجَ وفي تباعد: تُبوعِدَ, وما أشبه ذلك. وتاء المطاوعة هي التاء التي في أوائل هذه الأفعال, وسماها تاء المطاوعة - والبنية ينفسها هي التي للمطاوعة- لأنها خاصة بتلك البنية, فسميت بها, فتَفَعَّل مطاوع فعَّل, نحو: علَّمتُه فتَعَلَّم, وأدّبتُهُ فَتَأَدَّب, وتفاعل مطاوع فاعل نحو: باعدته فتباعد, وتفعلل مطاوع فعلَلَ نحو: دحرجتُه فتدَحرَجَ, وإنما قيّد التاء هنا بأنها للمطاوعة تحرزًا من تاء المضارعة, فلهذا يدخل ههنا الماضي وحده دون المضارع, وأيضًا فقد قيّد الحرف الآتي بعد تاء المطاوعة بأنه ثاني حروف الفعل, لقوله (والثاني التالي .. كذا) فاقتضى أن تاء المطاوعة هي أول حرفي في الفعل, وذلك لا يكون إلا في الماضي, لأن حرف المضارعة سابق لها في المضارع, وإذا كان كذلك فالحرف التالي لتاء المطاوعة في المضارع باق في بنية المفعول على ماكان عليه, فتقول: يُتَعلَّم كما تقول: يَتَعَلَّمُ, ويُتَباعَدُ كما تقول: يَتَبَاعَدُ, وكذلك سائر الأمثلة.
قال: (وثالث الذي بهمز الوصل) إلى آخره يعني أن الفعل الذي أوله همزة وصل يضم ثالثه, أي الحرف الثالث منه, كما يضم الأول, فتقول في استَحلى: استُحلِيَ, فتضم التاء, وهي الحرف الثالث, وكذلك تقول في: