فإن قيل: وهكذا جمع المؤنث السالم قد تبيّن فيه الواحد وَسلِمَ، وقد أجاز فيه الوجهين كما تَقَدّم من البيان، فمن أين لك اطّرادُ علّة السلامة فى المثنى وهو لم يطرُدْها فى الجمع بالألف والتاء؟

فالجواب: أن التثنية أدخلُ فى باب سلامة الواحد من الجمع بالألف والتاء؛ ألا ترى أنه يتغيّر الوسط منه بتحريكه إن كان اسما ساكن الوسط، كما سيأتى -إن شاء الله- بخلاف التثنية وجمع المذكر السالم حسبما تقدّم.

وأما اسم الجمع واسم الجنس فلا يخلو أن تجعلهما مفردين أو جمعين، فإن جعلتهما مفردين فهما مما جاء فيه لغتان من الأسماء المفردة، والتذكير والتأنيث، كلسان ونحوها، فإذًا حكمهما حكمُ لسان، فعلى لغة التذكير لا يجوز أن تلحق العلامة، وعلى لغة التأنيث وجهان، لأن التأنيث مجازى. فتقول فى لغة التذكير: طاب الرُّطَبُ، ولا تقول: طابت الرطب. وتقولُ في لغة التأنيث: طابت الرطبُ، وطابَ الرُّطب. وتقول: / قام الصحبُ، ولا تقول: قامت الصحبُ وتقول: قامت النساءُ وقام النساء، وإن شئت. وأما إن جعلتهما جمعين فإنك تعاملهما معاملة جمع التكسير. فلا إشكال على الوجهين، إذ كان/ حكمهما مأخوذًا مما تَقَدّم. والله أعلم.

ثم قال:

وَالحذْفَ فِى نِعْمَ الفَتَاةُ اسْتْحسَنُوا

لِأنّ قَصْدَ الجِنْسِ فِيه بَيِّنُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015