ومما جاء منه فى المضارع قراءة من قرأ: {لا تُرَى إِلا مَسَاكِنُهمُ}، وهى قراءة الحسن وعاصم الحجدرى وجماعة من التابِعِين. وجعل ابن جنى مثل هذا أولى بالشعر. واختار المؤلف خلافه محتجًا بما جاء فى القرآن من ذلك مقروءًا به، فهو عنده مما يجوز فى الكلام لكنه [ضعيف]، وعلى ذلك بنى هنا؛ إذا جعله مفضولًا خاصّةً، ولم يخصّه بالشعر. وما تقدّم من الأمثلة إنما هو فى المجازىّ التأنيث، وهو مع الحقيقى التأنيث [هنا] كالسواء وأنشد المؤلف منه:
ما بَرئَتْ مِنْ رِيبَةٍ وَذَمّ
فى حَزْبنا إلا بَنَاتُ العَمِّ
/ والزكة: الطهارة والعمل الصالح، ورجل زكى، أى: تقىّ. والفتاة: الشابّة، والفتى أيضا يطلق على الخدِيم.
وفى قوله هنا بعدُ: «والحذف»، مشاحّة لفظية، وذلك أنّ لفظ الحذف إنما يستعمل عُرفًا فيما كان ثابتًا حُذِف. وهذه التاء لم تكن فى الأل ثابتة ثم حُذِفت، بل الآصل القياسىّ عدمُ لحاقها الفِعْلَ؛ ألا ترى