ومن مُثلُ سيبويه: بدالَهُم أَيُّهم أَفْضَلُ، وقال في تقديره: «كأنك قلت: ظهر لهم أهذا أفضلُ أم هذا». وفي الشعر أيضًا من ذلك كثير، كقوله:

ما ضَرَّ تَغْلِبَ وائلٍ أَهَجَوْتَها ... أَمْ بُلْتَ حيثُ تَلَاطَمَ البَحْرانِ

وقال بشر:

نَزَعْتَ بأسبابِ الأُمرِ وَقَدْ بدا

لِذِى اللُّبِّ منها أَىُّ أَمْريه أصوبُ

ومن ذلك في القرآن أيضا: {وَتَبيَّنَ لَكُمْ كيف فَعَلْنا بِهِمْ}، ونحوه قوله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِىَ إِلَيْكَ وإِلىَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} .. الآية. والمفعولُ الذى لم يُسِمَّ فاعله بمنزلة الفاعل في جميع أحكامه. ومن مُثُل الفرَّاءِ: قَدْ تبيَّنَ لى أهذا عَبْدُ الله أم زيد، وبدا لي لأضربَتّك. وقال الفراء: كلّ فعلٍ كان تأويلُه بلغنى، أو قيل لي، أو: انتهى إلىّ، فإنّ اللام وأَنّ يصلحان فيه. ومثل ذلك في الكلام كثير، وجميعه يشعرُ بل يُصَرح بأنّ الفاعل لا يلزمُ أن يكو اسمًا. فكأن الناظم يُنكِّت على القائلين بهذا المذهب، ويقول: إن الفاعل إنما يكون اسمًا، وما جاء مما ظاهره خلافُ ذلك، فراجع في الحقيقة إليه.

والجواب: أن النّمط مما حُمِل الكلامُ فيه على معناه دون لفظه، والمسألة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015