اختصارًا قولُ الكُميت:
بأىّ كتابٍ أَمْ بأيّةِ سُنَّةٍ
ترى حُبّهم عارًا علىّ وتحسِبُ
أي: وتحسِبُ حُبّهم عارًا. ومنه أيضَا قولُ الله سبحانه: {والله يَعلمُ وأَنتمُ لا تَعْلَمونَ}، وقولُه: {أعندَهُ عِلْمُ الغَيْبِ فَهُو يَرَى}. وإنما حُذِفالعموم العلم بالمحذوف، أي: يعلم الأشياء كائنةً، أو ما في معنى هذا التقدير. وكذلك: (فهو يَرَى)، أى: يرى ما سَمِع باطلا، أو: يرى الجزاء غير كائن، أو: يرى الأشياء أو ما يعتقده ويفعله حقًا وصوابًا -وكذلك قدّره ابن خروف- أو غير ذلك مما يعطيه معنى ما تقدّم من قوله: {وَأَعْطَى قليلًا وَأَكْدَى}، فليس مثل هذا خارجًا عن هذا الأصل الذي أَصَّله الناظم؛ لأن عموم العلم بالمحذوف يُبِينهُ؛ ألا ترى إلى حذف خَبَر ما بعد لولا، وحذفهم متعلّق الظرف والمجرور إذا وَقَعا/ خبرين، وما أشبه ذلك، فكذلك ما نحن فيه.
ومما حذف فيه أحد المفعولين اختصارًا قول الله تعالى: {ولَا يحسبنَّ الذين يَبْخَلُونَ بما آتاهُمُ الله من فَضْلِهِ هو خيرًا لَهُم}، قالوا: