التقدير: البخلَ هو خيرًا لهم، فحذف لدلالة الفعل عليه، وقال عنترة:

وَلَقَدْ نَزَلْتِ فَلَا تَظُنِّى غَيْرَهُ

مِنّى بِمَنْزَلَةِ المُحَبِّ المُكْرَمِ

أى: فلا تظنِّى غيره كائنا. وقاله الآخر:

كَأَنْ لَمْ يَكُن بَيْنٌ إِذَا كَانَ بَعْدَهُ

تَلَاقٍ، وَلَكِن لَا إِخَالُ تلاقيا

قدّره المؤلف: لا إخال الكائنَ تلاقيا، ثم حذف الأول. وقدره غيره: لا إخال تلاقيًا كائنا، أو لا إخالُ ثَمَّ تلاقيًا. ثم حذف الثاني، وكلامه يدلّ على عموم اختصاص الحذف بأحدهما دون الآخر، فمن سأَلَ: أتظن زيدًا قائما؟ أجاز أن يقال له: ظننت زيدًا، وأن يقال له: ظننتُ قائمًا، وأن يقال له: ظننت، كل ذلك سائغ، والله أعلم.

* * *

(ثم قال):

وَكَتَظُنّ اجْعَلْ «تَقُول» إِنْ وَلِى

مُسْتَفْهَمًا بِهِ وَلَمْ يَنْفصِلِ

بِغَيرِ ظَرفٍ أَوْ كَظَرفٍ أو عَمَلْ

وَإِنْ بِبَعْضِ ذِى فَصَلْتَ يُحْتَمَلْ

وَأُجْرِى القَوْلُ كَظَنٍّ مُطْلَقَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015