هذا هو النوعُ السادس من أنواع النواسخ، وهو باب ظن وما لحق به، وهو باب الأفعال التى تتعدّى إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر، وهى على قسمين:
أحدهما: ظن وأخواتها، وتسمّى أفعال القلوب، لاختصاصها بالقلوب لأنها إما للظن وإما للعلم، وكلاهما مختصّ بالقلب.
والثاني: صَيّر وأخواتها، وتسمّى أفعال التحويل، لأنها كلّها راجعةٌ إلى معنى التحويل من شئٍ إلى شئٍ.
وكلاهما قد ذكره الناظم، وابتدأ بذكر عملهما، ثم بتعدادهما فقال:
انْصِبْ بِفِعْلِ الْقَلْبِ جُزْأَىِ ابْتَدا
أَعْنِى: رَأَى خَالَ عَلِمْتُ وَجَدا
ظَنّ، حَسِبْتُ، وَزَعَمْتُ مَعَ عَدْ
حَجَا، دَرَى، وَجَعَل الّذْكَاعْتَقَدْ
وَهَبْ، تَعَلّمْ، وَالّذىَ كَصَيّرا
أَيْضًا بِهَا انْصِبْ مُبْتَدًأ وَخَبَرا
فِعْلُ القلب مرادهُ به الجنس، ولم يُرِدْ فعلًا واحدًا. وجزءا الابتداء: هما الجزآن المنسوبان إلى الابتداء، وذلك المبتدا والخبر. ويعنى أن أفعال القلب تَنْصِبُ بها المبتدأ والخبر معًا، يريدُ أن هذا شأنُها، فلا يقتصر معها في النصب أحد الجزأين دون الآخر، كما كان ذلك فيما تقدّم من النواسخ.