والثاني: أنه قد (جاء في كلام العب) ما يعضده، (إذ هو على تقدير التوهم) وهو كثير في كلام العرب (ويعبر عنه بعض شيوخنا بالرفع على المرادف) ومنه ما أنشده سيبويه):
بَدَا لِىَ أَنّى لَسْتُ مُدّرِكَ ما مَضَى
وَلَا سَابقٍ شَيئًا إِذَا كانَ جائيا
لأن الباء من شأنها أن تدخل هنا. ومثله ما أنشده من قول الأخوص الرياحي:
مَشَأيمُ لَيْسُوا مُصلِحينَ عَشِيرة
وَلَا ناعِبٍ إِلّا بَبيْبنِ غُرَابُها
على توهّم: لَيْسُوا بِمُصْلِحينَ عَشِيرةٌ. ومنه في القرآن: {فَأَصّدّق وَأَكُنْ من الصّالِحينَ}، على قراءة غير أبى عَمْرو. فهذا متعيّن فينبغى أن يُحملَهذا الموضعُ على ذلك.