ذِي هذا صفة للنعت، وهو مضاف والفصل مضاف إليه وهي بمعنى الذي.
وَأَعْطِ لاَ مَعْ هَمْزَةِ استِفْهَامِ ... مَا تَسْتَحِقُّ دُونَ الاِسْتِفْهَامِ
قد تدخل همزة الاستفهام على (لاَ) النافية للجنس، حينئذٍ هل يتغير الحكم معها أم لا؟
الناظم هنا أطلق وقال: وَأَعْطِ لاَ السابقة النافية للجنس مَعْ هَمْزَةِ استِفْهَامِ ... مَا تَسْتَحِقُّ دُونَ الاسْتِفْهَامِ.
والذي تستحقه دون الاستفهام ما هو؟ البناء، إن كان مدخولها يصح بناؤه والنصب والعطف عليه .. الخ، كل الأحكام السابقة تثبت بلا، سواء دخلت عليها الهمزة أم لا، وهذا كلام مطلق عند المصنف.
وَأَعْطِ: هذا يتعدى إلى مفعولين، (لاَ) هذا مفعول الأول، مَا تَسْتَحِقُّ، مَا مفعول ثاني، تَسْتَحِقُّ هذا صلة الموصول، من الأحكام دُونَ الاسْتِفْهَامِ، هذا متعلق بـ (تَسْتَحِقُّ)، دُونَ الاسْتِفْهَامِ، قال همزة استفهام، دون الاستفهام يسمى إيطان، لكنه مدفوع بماذا؟ بتنكير الأول وتعريف الثاني، حينئذٍ لا يكون عيباً.
وَأَعْطِ لاَ مَعْ هَمْزَةِ اسْتِفْهَامِ ... مَا تَسْتَحِقُّ دُونَ الاِسْتِفْهَامِ
من العمل والإتباع على ما تقدم.
إذا دخل همزة الاستفهام على لا النافية للجنس بقيت على ما كان لها من العمل، وسائر الأحكام التي سبقت، فتقول: ألا رجلَ قائمٌ، لا رجلَ قائمٌ، دخلت عليه همزة، صارت: ألا رجل قائم، وألا غلام رجل قائم، وألا طالع جبلاً ظاهر، وحكم المعطوف والصفة بعد دخول همزة الاستفهام كحكمها قبل دخولها، الحكم واحد، وظاهر كلام الناظم أنه يميل إلى هذا.
وأكثر النحاة على التفريق بين ما إذا كانت همزة الاستفهام للنفي أو التقرير والتوبيخ، وبين ما إذا كانت للتمني، إن كانت للأول، فعلى ظاهر النظم، وإن كانت للثاني فلا، ففيها تفصيل، هكذا أطلق المصنف هنا، وفي كل ذلك تفصيل، وهو أن همزة الاستفهام إذا دخلت على (لا) لها عدة معاني، منها:
إذا قصد بالاستفهام التوبيخ، هذا واحد، أو الاستفهام عن النفي اثنان، فالحكم كما ذكر الناظم، لا فرق بين (لا) بعد دخول الهمزة ولا قبل دخولها، من أنه يبقى عملها وجميع ما تقدم ذكره من أحكام العطف والصفة وجواز الإلغاء كما لو لم تدخل عليها الهمزة.
مثال التوبيخ: ألا رجوع وقد شبت، لا رجوع وقد شبت، دخلت عليه الهمزة أفادت التوبيخ، ألا رجوع وقد شبت، في معنى التوبيخ.
أَلاَ ارْعِوَاءَ لِمَنْ وَلَّت شَبِيبتُه ... وآذَنَتْ بمشِيبٍ بعدَهُ هَرَمُ
كذلك توبيخ.
ومثال الاستفهام عن النفي: ألا رجل قائم، هذا استفهام نفي، ألا رجل قائم.
ألاَ اصطَبارَ لِسَلمَى أمْ لَهَا جَلَدٌ ... إِذَا أُلاَقِي الَّذِي لاَقَاهُ أَمْثَالِي
هذا أيضاً مبني على الفتح كما هو السابق.
إذاً جاءت بالتوبيخ فقال: ألا رجوع، بقيت كما هي مبنية على الفتح، أَلاَ ارْعِوَاءَ: ارعواء يعني كف وانزجار بقيت على أصلها وهو البناء على الفتح.
كذلك من استفهام على النفي: ألا رجل قائم، ألا اصطبار، فهي كما هي.