قال الشَّارح: "إذا بني (افْتِعَالٌ) وفروعه من كلمةٍ فاؤها حرف لين، وجب إبدال حرف اللين تاءً نحو: اتِّصَال " أصله: اوْتِصَال، إذاً: الفاء وقعت واواً (افْتِعَالٌ)، قلنا (الافْتِعَال) و (افْتَعَل) الفعل الماضي ومصدره (افْتَعَل) .. (الافْتِعَال) في المصدر وفي الفعل الماضي، فتقول: اتِّصال، أصلها: اوْتَصَال، قُلِبَت الواو تاءً، ثُمَّ أُدْغِمَت التاء في التاء فقلت: اتَّصال.

و (اتَّصل) .. (اوْتَصَل) على وزن (افْتَعَل) قُلِبَت الواو تاءً، ثُمَّ أُدْغِمَت التاء في التاء، و (مُتَّصِل) .. (مِوْتَصِل) قُلِبَت الواو تاءً ثُمَّ أُدْغِمَت التاء في التاء وقيل: مُتَّصِل، والأصل فيه: اوْتِصَال .. اوْتَصَل .. مُوتَصِل.

فإن كان حرف اللين بدلاً من همزة لم يَجُزْ إبداله تاءً، فتقول في (افْتَعَل) من الأكل: ائْتَكَل، ثُمَّ تُبْدِل الهمزة ياءً، إذاً: جاء بالأصل ابن مالك هنا، ولو قيل (نَحْوُ ائْتَكَلاَ) حينئذٍ هذه الياء مُنقلِبة عن همزة فلا يجوز قلبها، أمَّا (ائْتَكَل) الظَّاهر أنَّه ليس فيه شاهد، (نَحْوُ ائْتَكَلاَ) (ائْتَكَلاَ) إذا قُلِبَت الهمزة ياءً هذه الياء لا يجوز قلبها تاءً فإدغامها في التَّاء، فتقول في (افْتَعَل) من الأكل: ائْتَكَل، ثُمَّ تُبْدَل الهمزة ياءً، ولا يجوز (اتَّكَل) فتقول: ايْتَكَل، ولا يجوز إبدال الياء تاءً، وشَذَّ قولهم: (اتَّزَرَ) بإبدال الياء تاءً، يعني شَذَّ: خرج عن القاعدة.

إذاً: تُقْلَب الواو والياء تاءً فيما إذا وقعت الواو أو الياء فاء (الافْتِعَال) وكانت أصلية .. ليست مُنقلِبة عن همزة، ثُمَّ قال:

طَا تَا افْتِعَالٍ رُدَّ إِثْرَ مُطْبِقِ ... فِي ادَّانَ وَازْدَدْ وَادَّكِرْ دَالاً بَقِي

من يُعْرِب؟ (طَا)؟؟؟ (رُدَّ) فعل ماضي أو أمر؟ يحتمل الوجهين، إذا قلنا: فعل ماضي (رُدَّ)، (طَا) ما إعرابها؟ مفعول به، و (تَا افْتِعَال) .. ؟؟؟ ولو جعلتها أمراً؟ (رُدَّ) على أنَّه فعل أمر (طَا) ماذا يكون؟ مفعول أول أو ثاني؟

(رُدَّ تَا افْتِعَالٍ طَاءً) يكون القراءة بالعكس، (رُدَّ) فعل أمر، (تَا افْتِعَالٍ) مفعول أول، (طَاءً) مفعول ثاني، (رُدَّ) على أنَّه فعل ماضي مُغيَّر الصيغة، (رُدَّ) هو .. ما هو؟ (تَا افْتِعَال).

إذاً: (تَا افْتِعَالٍ) صار مبتدأ، إذا جعلت (رُدَّ) فعل ماضي هكذا تعرب: (تَا افْتِعَالٍ رُدَّ طَاءً) (طَاءً) حال من نائب الفاعل، و (تَا افْتِعَالٍ) مبتدأ، إذاً: يجوز فيه الوجهان، (إِثْرَ مُطْبِقِ) (إِثْرَ) ظرف مكان منصوب على الظرفيَّة مُتعلَّق بقوله: (رُدَّ) وهو مضاف، و (مُطْبِقِ) مضاف إليه على حذف مضاف، (إِثْرَ حرفٍ مُطْبِقِ).

لا زال الحديث في (الافْتِعَالٍ) وما تَصرَّف منه، إذا وقعت الفاء واواً أو ياءً قُلِبَت الفاء تاءً، فَأُدْغِمَت التاء في التاء، وإذا وقعت الفاء حرفاً من حروف الإطباق الأربعة: الصَّاد والضَّاد والطَّاء والظاء، حينئذٍ تقلب التاء طاءً، إذاً: ليس الحكم هنا مُتعلَّق بالفاء، وإنَّما مُتعلَّق بتاء (الافْتِعَال)، ولذلك (تَا افْتِعَالٍ رُدَّ طَاءً) .. (رُدَّ تَا افْتِعَالٍ طَاءً) إذاً: الحكم مُتعلَّق بتاء (الافْتِعَال).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015