وهنا لا، التي تكون مكسورة سواءٌ وقعت إثر كسرٍ أو ضَمٍّ أو فتحٍ تُقْلَب ياءً مُطلقاً، والحاصل حينئذٍ ثلاث صور:
- مكسورة بعد فتحةٍ نحو: أَيِمَّةٌ، في جمع: إمام، أصله: أئمَّمةٌ، فَنُقِلت حركة الميم إلى الهمزة الساكنة، وَأُدْغِمَت الميم في الميم فصار: أَئِمْ، يعني: الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، فَأُبْدِلَت الهمزة الثانية ياءً، (أَيِمَّة) أصله: أَئِمَّـ .. بالكسر، يقال فيه الوجهان .. يجوز، لكن هذا مستثنى، إذاً: أَيِمَّة، بقلب الهمزة الثانية وهي همزةٌ مكسورة ياءً.
- النوع الثاني: أن تقع مكسورة بعد مكسورة نحو: أيِمٌّ، في بناء مثل: إِصْبِع، من: إِمْ - هذا كله من باب التمارين .. ليس له مثال -. مكسورة بعد مكسورة نحو: إِيِمٌّ، في بناء مثل: إِصْبِع من: إِمَّ، بكسر الهمزة والياء فتقول: أَئِمٌّ، فتفعل به كما فعلت بالذي قبله من نقلٍ وإدغامٍ وقلبٍ.
(إِيِمُ) كسر الهمزة وكسر الياء، مثل: إصبع، من: أمَّ، وأصله: إِئِمَّمٌ، نُقِلَت حركة الميم الأولى إلى الهمزة الثانية، وأدغمت الميم في الميم فصار: إِئِمٌّ، بهمزتين الثانية مكسورة، فَخُفِّفَت الهمزة الثانية بإبدالها من جنس حركتها فصار: إِيِمٌّ، يعني: بعد الهمزة ياء.
- النوع الثالث: مكسورة بعد ضمَّة، وهذا مَثَّلوا له بـ: أُيِنُّ، من: أَنَّ، يعني: ائتِ به وهو من: أَنّ .. يَئِنُّ، أصله: مضارع (أَأَنَّنتُ) بمعنى: جعلته يَئِنُّ، فدخله النقل والإدغام، ثُمَّ خُفِّفَ بإبدال ثاني همزتيه من جنس حركتها فصار: أُيِنُّ، أصله: أُئُـ، بِضمِّ الثانية، ثُمَّ قُلِبت الثانية ياءً، صار: أُيِنُّ - هذا كله من باب التمارين -.
(ذُو الْكَسْرِ مُطْلَقاً كَذَا) إذاً: إذا كانت الثانية مكسورة، حينئذٍ تُقْلَب مطلقاً ياءً سواءٌ كانت الأولى مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة، والأمثلة كما ذكرناه.
ثُمَّ قال: (وَمَا يُضَمّْ وَاوَاً أَصِرْ) أَصِرْ مَا يُضَمُّ وَاوَاً يعني: صَيِّر ما يُضَمُّ، ما هو (مَا يُضَمُّ)؟ الهمزة الثانية، إذا كانت مضمومة صيِّرها واواً مطلقاً، إلا ما استثناه فيما بعده، أشار به: إلى أنَّه إذا كانت الهمزة الثانية مضمومة قُلِبَت واواً مطلقاً، سواءٌ انفتحت الأولى أو انكسرت أو انضَمَّت، حينئذٍ شمل ثلاثة أنواع: مضمومة بعد فتحة نحو: أَوبٌّ، وهذا ذكره ابن عقيل جمع: أَبٍّ، وهو المرعى، أصله: أُئُبٌّ (أُفْعُلٌ) أُئْبُبٌ، فَنُقِلَت حركة عينه إلى فائه، ثُمَّ أُدِغَم الباء في الباء فصار: أُئُبٌّ، ثُمَّ خُفِّفَت ثانية الهمزتين بإبدالها من جنس حركتها فَقُلِبَت واواً فصارت: أُوُبٌّ، يعني: واو مضمومة، لأنَّ الباء الأولى ساكنة والواو ساكنة فلا بُدَّ من تحريكها بالضَّمَّة، صار: أُوُبٌّ.
والثاني: مضمومة بعد مضمومة نحو: أُأُمٌّ، إذا بُنِيَت من: أَمٍّ، مثل: أُبْلُم، لو قال: أَمَّ، ائت بها على وزن: أُبْلُم .. على وزن (أُصْبُع) تقول: أُأُمٌّ.
الثالثة: مضمومة بعد كسرة نحو: إِيُمٌّ، إذا بُنِيَت من: أَمَّ مثل: إِصْبُع، بكسر الهمزة وضَمِّ الباء، وتفعل في ذلك كما فعلت فيما قبله من النقل والإدغام والقلب.