إذاً: (الْمَدُّ) أمَّا غير المد فلا، فالحكم خاصٌّ بالألف والواو والياء، (زِيدَ) فإن لم يكن زائداً ولو كانت واواً أو ياءً لم تُقْلَب (ثَالِثَاً) مفهومه: أنَّ الثالث إذا لم يكن مَدَّة لم يُقْلَب نحو: ((قَسْوَرَة)) [المدثر:51] الواو هنا مفتوحة ليست مَدَّة، المدَّة لا بد أن تكون ساكنة وهذه ليست بساكنة، (قَسْوَرَة) تقول في الجمع: قساور، بصحة الواو ولا تقلبها همزة .. تبقى على ما هي عليه.
(فِي الْوَاحِدِ) في المفرد .. في مفرده، إذاً: إذا وُجِد في المفرد ألفٌ زائدةٌ ثالثة، وجمعته على وزن (فَعَائِلْ) قلبتَ الواو والياء والألف همزةً، لماذا؟ لكونه في المفرد بالشُّروط المذكورة.
(وَالْمَدُّ) قلنا: هذا مبتدأ.
. . . وَزِيدَ ثَالِثَاً فِي الْوَاحِدِ ... هَمْزاً يُرَى. . . . . . . . . . . .
(يُرَى) هذا خبر المبتدأ، (وَالْمَدُّ يُرَى) (يُرَى) فعل مضارع مُغيَّر الصيغة، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على المد .. على المبتدأ، يُرَى المدُّ (زِيدَ ثَالِثَاً) (زِيدَ) فعل ماضي مُغيَّر الصيغة، كذلك نائب الفاعل يعود على (الْمَدُّ) زيد المدُّ، (ثَالِثَاً) هذا حالٌ من نائب الفاعل في (يُرَى)، وجملة (زِيدَ) كذلك حال، إذاً: كُلٌّ من (زِيدَ) و (ثَالِثَاً) حالان من نائب الفاعل في (يُرَى)، والتَّقدير: وَالْمَدُّ يُرَى هَمْزاً حال كونه زائداً ثَالِثَاً، وقوله: (فِي الْوَاحِدِ) مُتعلِّق بقوله: (زِيدَ) لأنَّ محلَّ الزيادة في الأصل تكون في المفرد (زِيدَ فِي الْوَاحِدِ).
(هَمْزاً) مفعول ثاني لـ: (يُرَى) .. تَقدَّم عليه، وإذا جعلنا (يُرَى) بصرية؟ مفعول ثاني لـ: (يُرَى) إذا كانت علمية، وإذا كانت بصرية، ماذا نعرب (هَمْزاً)؟ حال .. نعربها حالاً، (رأى) إن كانت علمية أعربنا المنصوب بعدها مفعول أول وثاني، وإن كانت بصرية أعربناه حال.
إذاً: (هَمْزاً) هذا مفعول ثاني لـ: (يُرَى)، (فِي مِثْلِ) هذا مُتعلِّق بـ: (يُرَى)، (كَالْقَلاَئِدِ) ما إعراب (كَالْقَلاَئِدِ) هنا عندنا إشكال: (فِي مِثْلِ كَالْقَلاَئِدِ)؟ الكاف نجعلها زائدة (فِي مِثْلِ كَالْقَلاَئِدِ) وقعت زائدة بين المضاف والمضاف إليه .. الكاف هنا زائدة، (فِي مِثْلِ) (مِثْلِ) مضاف، و (الْقَلاَئِدِ) مضاف إليه، والكاف هذه زيدت فاصلة بين المضاف والمضاف إليه.
إذاً خلاصة هذا الموضع الثالث: أنَّه إذا كان في المفرد، إذاً: النظر هنا في المفرد .. الشرط يكون في المفرد، إذا كان في المفرد مدٌّ: ألف أو واو أو ياء، ثالثٌ زائدٌ، حينئذٍ قُلِب هذا المد سواءٌ كان ألفا أو واواً أو ياءً .. قُلِب في الجمع على (فَعَائِلْ)، حينئذٍ تقول: قلادة .. قَلائد، الهمزة هذه هي الألف التي في: قلادة، وأمَّا الألف التي في: قلائد (فَعَائِلْ) ألف الجمع .. التكسير، ثُمَّ جاءت الألف التي في: قلادة، فَقُلِبت همزةً، (صحيفة): صحايف، هناك الألف ما يمكن النُّطق بها، (صحايف) هذا الأصل، فتقلب الياء همزةً لكون هذه الياء في المفرد مدة ثالثة زائدة، وتقول (عجوز): عجاوز، هذا الأصل، ثُمَّ تقلب الواو همزةً لكونها في المفرد مدَّة أي: واو، ثالثة زائدة.