(وَالْفَتْحَ) هذا مفعول مُقدَّم لقوله: (أَمِلْ)، و (قَبْلَ) هذا مُتعلِّق ظرف .. منصوب على الظرفية .. مُتعلِّق بقوله: (أَمِلْ)، (أَمِلْ قَبْلَ كَسْرِ رَاءٍ) راءٍ مكسورة، هذا من إضافة الصِّفة إلى الموصوف، (فِي طَرَفْ) هذا مُتعلِّق بمحذوف نعت لـ: (رَاء)، يعني: الفتحة إذا وقعت قبل راءٍ مكسورة، (فِي طَرَفٍ أَمِلْ) أملها، إذا وقعت الفتحة قبل راءٍ مكسورة، وهذه الرِّاء المكسورة مُتَطرِّفة، هذا السَّبب الأول.

(أَمِلْ) هذا أمر، أطلق النَّاظم فَعُلِم أنَّ الإمالة في ذلك وصلاً ووقفاً، بِخلاف السَّبب الثاني الآتي، وأنَّ الإمالة جائزة في حرف الاستعلاء وفي غيره، لم يُقَيِّده بالكفِّ فهو عام هنا سواءٌ سبقه حرف استعلاء أو لا، أو راء أو لا، كل ما سبق من الأمور السَّابقة.

وَالْفَتْحَ قَبْلَ كَسْرِ رَاءٍ فِي طَرَفْ ... أَمِلْ. . . . . . . . . . . . . . .

فُهِم منه: أنَّ المُمَال في ذلك هو الفتح لا المفتوح، لأنَّ المفتوح هو الحرف، وهنا الإمالة إمالة حركة وليست إمالة حرفٍ، لأنَّه قال: (وَالْفَتْحَ) ولم يقل الألف، لو كان الألف لقلنا المراد هنا: الإمالة للحرف، يعني: يُمَال وَيُنَحَّى إلى ياءٍ، وهنا الفتحة تُنَحَّى وَتُمَال إلى كسرة.

ولا فرق بين أن تكون الفتحة في حرف استعلاء نحو: من البقر، أو في راءٍ نحو: بِشَرر، أو في غيرهما نحو: من الكِبَر.

(فِي طَرَفٍ) اشترط كون الراء في الطَّرف هو بالنظر إلى الغالب، يعني: اشتراط النَّاظم هنا لكون الرَّاء في الطَّرف هو بالنَّظر إلى الغالب وليس ذلك بلازم، وقد ذكر سيبويه إمالة فتحة الطَّاء في نحو: رَأَيْتُ خَبْطَ رِيَاحٍ.

كَـ"لِلأَيْسَرِ مِلْ تُكْفَ الْكُلَفْ" ..

(مِلْ للأَيْسَر) يعني: الجهة الأيسر، الراء هنا مكسورة وقعت طرفاً وقبلها فتحة، أمل الفتحة، وقد وُجِد الشَّرط وأنَّها: (قَبْلَ كَسْرِ رَاءٍ فِي طَرَفٍ) .. وُجِد السَّبب: راءٌ مكسورة في طرفٍ قبلها فتحة، إذاً: تُمَال الفتحة إلى الكسرة كما تُمَال الألف، لأنَّ الغرض الذي لأجله تُمَال الألف: وهو مُشَاكَلة الأصوات، وتقريب بعضها من بعضٍ موجودٌ في الحركة، كما أنَّه موجودٌ في الحرف، فالِعلَّة موجودة.

كَـ"لِلأَيْسَرِ مِلْ تُكْفَ الْكُلَفْ" ..

هذا تَتِمَّة (تُكْفَ) هذا مُغيَّر الصيغة مجزوم لوقوعه في جواب الطَّلب، (مِلْ تُكْفَ الْكُلَفْ) (كُلَفْ) هذا مفعول ثاني، والضمير المستتر نائب الفاعل في (تُكْفَ) مفعوله الأول، و (تُكْفَ) هذا مجزومٌ بحذف حرف العِلَّة وهو الألف، (لِلأَيْسَرِ مِلْ) (لِلأَيْسَرِ) جار ومجرور مُتعلِّق بقوله: (مِلْ)، كقولك: مل للأيسر، والجملة في محل نصب مقول لقولٍ محذوف.

إذاً:

وَالْفَتْحَ قَبْلَ كَسْرِ رَاءٍ فِي طَرَفْ ... أَمِلْ. . . . . . . . . . . . . . . .

(قَبْلَ) فُهِم منه: أنَّ الفتحة لا تُمَال لكسرة راءٍ قبلها نحو: رِمَمْ، رِمَمْ مِيمٌ مفتوحة قبلها كسرة، والنَّاظم هنا شرط: (فَتْحَ قَبْلَ كَسْرٍ) فلو كانت الكسرة قبل فتحٍ لا تُمَال نحو: رِمَمْ.

كَذَا الَّذِي تَلِيهِ هَا التَّأْنِيثِ فِي ... وَقْفٍ إِذَا مَا كَانَ غَيْرَ أَلِفِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015