وأشار بقوله: (كَذَا إِذَا قُدِّمَ) إلى أنَّ حرف الاستعلاء المُتقدِّم يَكُفُّ سبب الإمالة ما لم يكن مكسوراً أو ساكناً إثر كسرة: طالب، الطَّاء مفتوحة فيمنع، كونه لا يمنع إذا كان مكسوراً، أو (أَوْ يَسْكُنِ اثْرَ كَسْرٍ) .. إلى أنَّ حرف الاستعلاء المُتقدِّم يَكُفُّ سبب الإمالة ما لم يكن.
إذاً: كما هو ..
مَا لَمْ يَنْكَسِرْ أَوْ يَسْكُنِ اثْرَ كَسْرٍ ..
فإن انكسر لا يمنع، وإن سكن إثر كَسْرٍ لا يمنع، فإن فُتِح مَنَع .. إن ضُمَّ منع، إذاً: طالب، يمنع لأنَّه لم ينكسر، إذاً كلام الأشْمُونِي في محله.
اشْتُرِط لمنعه: ألا يكون مكسوراً ولا ساكناً بعد كسرة، فلا تجوز الإمالة في نحو: طال، لكن على ظاهر كلام ابن عقيل: أنَّ حرف الاستعلاء المُتقدِّم يَكُفُّ سبب الإمالة ما لم يكن مكسوراً أو ساكناً إثر كَسْرٍ، فلا يُمَال نحو: صالح وظالم وقاتل، وَيُمَال نحو: طِلَابْ وَغِلَابْ وَإِصْلَاح.
(صالح) يُمَال أو لا يُمَال على ظاهر كلام النَّاظم؟ لا يُمَال، لأنَّ حرف الاستعلاء يَكُفُّ سبب الإمالة فلا يُمَال، ما لم يكن مكسوراً أو ساكناً إثر كسرة، فإن كان مكسوراً أُمِيل، وإذا كان مفتوحاً منع .. (كَذَا إِذَا قُدِّمَ) الكلام في المنع .. منع الإمالة، فيمنع الإمالة فلا يُمَال إذا كان مفتوحاً أو مضموماً، وَيُمَال إذا كان مكسوراً.
إلى أنَّ حرف الاستعلاء المُتقدِّم يَكُفُّ سبب الإمالة فلا تُمَال، ما لم يكن مكسوراً فلا يَكُفُّها، أو ساكناً إثر كسرةٍ فلا يُمَال نحو: صالح وظالم وقاتل، وَيُمَال نحو: طِلَاَبْ، لأنَّ الطَّاء هنا مكسورة فلا تكون مانعاً، وكذلك: غِلَابْ وَإِصْلَاح وَمِقْدَام وَمِطْوَاع وَإِرْشَاد.
إذاً:
كَذَا إِذَا قُدِّمَ مَا لَمْ يَنْكَسِرْ ... أَوْ يَسْكُنْ اثْرَ الْكَسْرِ كَالْمِطْوَاعَ مِرْ
(كَالْمِطْوَاعَ مِرْ) (الْمِطْوَاع) أي: كثير الطَّوْع، يعني: مطيع، (مِرْ) مِن: ماره، أي: أتاه بالمِيِرة وهي الطَّعام، أو أعطاه مُطلقاً وهو أشهر.
(كَذَا) ظاهره أنَّه يَمنع ولو فُصِل عن الألف، والذي ذكره سيبويه وغيره: أنَّ ذلك إذا كانت الألف تليه نحو: قاعد وصالح.
(كَذَا إِذَا قُدِّمَ) (إِذَا) هذا مُضَمَّنٌ بمعنى الشَّرط مُتعلِّق بـ: يُمَال الذي تَعلَّق به (كَذَا)، (كَذَا إِذَا قُدِّمَ) يعني: المانع، حينئذٍ (كَذَا إِذَا قُدِّمَ) يَمنع الإمالة فيما إذا كان مفتوحاً أو مضموماً، فإن انكسر أو وقع ساكناً إثر كَسْرٍ حينئذٍ لا يمنع الإمالة.
(أَوْ يَسْكُنِ اثْرَ كَسْرٍ) (يَسْكُن) هذا معطوف على (يَنْكَسِر)، (إِثْرَ) يعني: بعد .. ظرف مُتعلِّق بقوله: (يَسْكُن)، وهو مضاف، و (الْكَسْرِ) مضاف إليه، (كَالْمِطْوَاعَ مِرْ) يعني: كقولك (الْمِطْوَاعَ) هذا مفعول مُقدَّم لقوله: (مِرْ)، و (مِرْ) فعل أمر مأخوذٌ من المِيرة.
هنا قال ابن عقيل: " وأشار بقوله (كَذَا إِذَا قُدِّمَ .. ) البيت: إلى أنَّ حرف الاستعلاء المُتقدِّم يَكُفُّ سبب الإمالة ما لم يكن مكسوراً أو ساكناً إثر كسرة، فلا يُمَال نحو: صالح وظالم وقاتل، وَيُمَال نحو: طِلاَب وغلاب وإصلاح وقتال ".