(حَرْفُ) مبتدأ وهو مضاف، و (الاِستِعْلاَ) قصره للضرورة مضاف إليه، (يَكُفُّ) هذا فعل مضارع، والفاء ضمير مستتر يعود على (حَرْفُ الاِستِعْلاَ)، (يَكُفُّ مُظْهَرَا) (مُظْهَرَاً) مفعولٌ به، (مِنْ كَسْرٍ) مُتعلِّق بقوله: (مُظْهَرَاً)، (أَوْ يَا) قصره للضرورة معطوف على (كَسْرٍ)، (وَكَذاَ تَكُفُّ رَا) (وَكَذاَ) أي: مثل ذا، (تَكُفُّ رَا) (تَكُفُّ) .. (كَذاَ) هذا جار ومجرور مُتعلِّق بقوله: (تَكُفُّ)، (وَتَكُفُّ رَا كَذاَ) أي: مثل كَفِّ حرف الاستعلاء، (تَكُفُّ رَاءٌ) قصره للضرورة .. تَكُفُّ رَاءٌ مثل كَفِّ حرف الاستعلاء.
إذاً: حروف الاستعلاء سبعة، والرَّاء صارت ثمانية أحرف، يعني: أنَّ موانع الإمالة ثمانية أحرف، منها سبعة تُسَمَّى: أحرف الاستعلاء، وهي ما في أوائل هذه الكلمات: قَدْ صَادَ ضِرَارُ غُلَامٍ خَالِي طَلْحَةَ ظَلِيمَاً، يعني: القاف والصَّاد والضَّاد والغين والخاء والطَّاء والظَّاء، هذه سبعة أحرف تُسَمَّى: حروف الاستعلاء، والثَّامن: الرَّاء غير المكسورة .. الرَّاء إذا كانت مفتوحة أو مضمومة، وأمَّا إذا كانت مكسورة فلا.
فهذه الثَّمانية تمنع إمالة الألف، وَتَكُفُّ تأثير سببها إذا كان كسرةً ظاهرة، ولذلك قَيَّد النَّاظم قال: (مُظْهَرَا) قيَّد بالمظهر للاحتراز من السَّبب المُقدَّر والمنوي فإنها لا تمنعه، فتأثير هذه الحروف الثمانية .. حروف الاستعلاء السَّبعة والرَّاء غير المكسورة - نقول: (الراء غير المكسورة) لأنَّه سَيُقيِّده فيما يأتي - هذه تَكُفُّ السَّبب الظَّاهر، وأمَّا المُقدَّر فلا.
إذاً قوله: (مُظْهَرَا) قَيَّد بالمظهر للاحتراز من السَّبَب المنوي، فإنَّها لا تمنعه، فلا يمنع حرف الاستعلاء إمالة الألف في نحو: هذا قَاضْ، إذا وقفت على (قَاضْ) فيه ياء، إذاً: قَاضْ، هل الألف هذه تُمَال أم لا؟ نعم لا تمنع، (قَاضْ) الضَّاد وقعت بعد الألف .. لا يمنع؛ لأنَّ حرف الاستعلاء إنَّما يمنع إذا كانت الياء أو الكسرة مظهرة يعني: ملفوظاً بها، وأمَّا إذا كانت منوية .. مُقدَّرة مثل: قاض، نقول: هنا لا تمنع، فَتُمَال الألف في (قاضي)، لأنَّك إذا وقفت على الضَّاد حينئذٍ حذفت الألف، والمحذوف لِعِلَّة كالثَّابت.
حينئذٍ قوله: (مُظْهَرَاً) مراده: أنَّ هذه الحروف الثمانية تمنع الكسرة إذا كانت ظاهرة، وأمَّا المُقدَّرة فلا، وتمنع الياء إذا كانت ظاهرة، وأمَّا المقدَّرة فلا، إذاً: تأثير هذه الموانع في الملفوظ به، وأمَّا المنوي والمُقدَّر فلا، إذاً لا تمنع كُلَّ سببٍ، فهذه الثمانية تمنع إمالة الألف وتَكُفُّ تأثير سببها إذا كان كسرةً ظاهرةً، والنَّاظم زاد الياء وسيأتي.
إذا كان كسرةً ظاهرة، فلا تمنع هذه الحروف جميع أسباب الإمالة، ليست مطلقة وإنَّما مُقيَّدة فيما إذا كانت الكسرة ظاهرة، وأمَّا المقدَّرة فلا، وعِلَّة ذلك: أنَّ السَّبْعة الأولى تستعلي إلى الحنك، فلم تَمُل الألف معها طلباً للمجانسة، وأمَّا الرَّاء فَشُبِّهَت بالمستعلية لأنَّها حرفٌ مكرر.