(كَذَا) أي: مثل (ذَا)، الألف الذي وقع الياء منه خلفاً دُونَ مَزِيدٍ أَوْ شُذُوذٍ، فإن كان لزيادةٍ كزيادة ياء التَّصغير، (أَوْ شُذُوذٍ) كقلب الألف ياءً عند الإضافة لياء المُتكلِّم نقول: هذا لا يُمَال.
إذاً قوله: (دُونَ مَزِيدٍ) فما كان القلب لأجل الزِّيادة لا يُمَال الألف، وإن كان القلب شاذَّاً حينئذٍ كذلك لا يُمَال.
. . . . . . . . . . . . وَلِمَا ... تَلِيهِ هَا التَّأْنِيثِ مَا الْهَا عَدِمَا
(وَلِمَا) هذا جار ومجرور، الذي (تَلِيهِ) قلنا: يرجع للألف المنقلبة عن ياء، والألف الصائرة ياء يعني: عام، (وَلِمَا تَلِيهِ هَا التَّأْنِيث) سبق أنَّ الموضعين السَّببين إنَّما يكونان في ألفٍ مُتَطَرِّفة، لو وقعت بعد هاء التَّأنيث؟ هاء التَّأنيث في نيَّة الانفصال .. الحكم هو هو.
إذاً: وجود هاء التَّأنيث بعد الألف المنقلبة عن ياء، أو الألف الصَّائرة ياء لا يمنع إمالتها .. لا يخرجها عن كونها مُتَطَرِّفة بل هي مُتَطَرِّفة كما هي، لأنَّ تاء التَّأنيث في نِيَّة الانفصال.
(وَلِمَا تَلِيهِ) وللذي (تَلِيهِ) قلنا: الضمير هنا (تَلِيهِ هَا التَّأْنِيثِ) (هَا) هذا فاعل، والضمير في (تَلِيهِ) يرجع للألف المنقلبة عن ياء، والألف الصائرة ياء، للنَّوعين السابقين .. السَّببين السَّابقين، (هَا التَّأْنِيثِ مَا الْهَا عَدِمَا) مَا عَدِم الهاء، (الْهَا) قصره للضرورة مفعول مُقدَّم لقوله: (عَدِمَا)، يعني: للذي عَدِم الهاء، إذاً: الحكم مُسْتَوٍ في النَّوعين، سواءٌ عُدِمت الهاء، وهذا الذي أطلقه النَّاظم فيما سبق، أو خُتِم بالتاء.
(وَلِمَا) جار ومجرور مُتعلِّق بمحذوف (مَا) موصول، (تَلِيهِ) فعل مضارع، و (هَا التَّأْنِيث) قصره للضرورة، فاعل وهو مضاف، و (التَّأْنِيث) مضاف إليه، والضمير في (تَلِيهِ) مفعول به يعود على الألف بنوعيها السَّابقين، (مَا الْهَا عَدِمَا) (مَا) هذا اسم موصول بِمعنى: الذي مبتدأ، و (الْهَا) مفعول مُقدَّم، قصره للضرورة، ما الذي .. الذي (عَدِمَا) الألف للإطلاق، و (عَدِمَ) فعل ماضي، والفاعل ضمير مستتر يعود على (مَا)، والجملة لا مَحلَّ لها من الإعراب صلة الموصول.
أشار به: إلى أنَّ للألف التي قبل هاء التأنيث في نحو: مَرْمَاة وفتاة، من الإمالة لكونها منقلبة عن الياء ما للألف المتطرفة، يعني: الحكم سِيَّان، لأنَّ هاء التَّأنيث غير مُعْتَدٍّ بها، فالألف قبلها مُتَطَرِّفَةً تقديراً، إذاً: (فِي طَرَفٍ) حقيقةً أو تقديراً، فيشمل ما إذا خُتِم بالتَّاء.
إذاً:
وَلِمَا تَلِيهِ هَاءُ التَّأْنِيثِ مَا عَدِمَا الْهَا
سَوَّى بينهما في الحكم، وقوله: (مَا الْهَا عَدِمَا) على تقدير مضاف، أي: حكم مَا الْهَا عَدِمَا، ولِمَا تليه هاء التَّأنيث حكم ما عَدِم الهاء، إذاً: (مَا) مبتدأ على تقدير مضاف، حكم ما عَدِم التَّاء من الإمالة ثابتٌ لِمَا يليه هاء التَّأنيث.
قال الشَّارح هنا: " (الإِمَالَةُ): عبارةٌ عن أن يُنَحَّى بالفتحة عن الكسرة وبالألف نحو الياء " شَمِل النَّوعين، وبعضهم يجعلها قسماً واحداً، وفي الحقيقة هما قسمان.