(ثَالِثٌ) الحرف الثالث، ما هو؟ الطَّاء، ثُمَّ الياء الساكنة، ثُمَّ الياء المُتحرِّكة بالكسرة، ثُمَّ الباء، (طَيِّب) على أربعة أحرف، قال: (وَثَالِثٌ) يعني: حرفٌ ثالثٌ أو ياءٌ ثالثٌ، يعني: ياءٌ وقع حرفاً ثالثاً، إذاً: (ياءٌ) هذا فيه نظر، (وَثَالِثٌ) يعني: حرفٌ ثالث، قَدَّره المكُودِي: ياءٌ ثالثٌ، هذا يكون فيه نظر، لماذا؟ لأنَّه لو قيل: ياءٌ ثالثٌ (مِنْ نَحْوِ طَيِّبٍ) أين هي؟ نحتاج إلى تقدير، (ياءٌ ثالثٌ): ياءٌ وقع حرفاً ثالثاً (مِنْ نَحْوِ طَيِّبٍ)، والأجود أن نقول: حرفٌ ثالثٌ.
(مِنْ نَحْوِ طَيِّبٍ)، (طَيِّبٍ) الطَّاء الحرف الأول، والياء الساكنة الحرف الثاني، ثُمَّ الياء المُتحرِّكة التي أُدْغِمت فيها الياء الساكنة، (حُذِفَ) أي: الثالث، (وَشَذَّ) في النَّسب إلى (طَيِّء): (طَائِيٌّ مَقُولاً بِالأَلِفْ) هذا شاذٌّ، لأنَّ القياس في (طَيء): طَيْئِيٍّ، لكن قلب الأولى ألفاً هذا شاذٌّ يُحْفَظ ولا يُقاس عليه.
القاعدة: أنَّه إذا جاء من نحو: (طَيِّب) قبل الحرف الذي يُكْسَر لأجل ياء النَّسب ياءٌ مُشدَّدة الأولى ساكنة والثانية مكسورة حذفنا الثانية المكسورة التي وقعت ثالثةً في الكلمة، وما سُمِع خِلاف ذلك نقول: هذا شاذٌّ يُحْفَظ ولا يُقاس عليه.
(وَثَالِثٌ مِنْ نَحْوِ طَيِّبٍ) فُهِم من المثال: أنَّ الياء إذا كانت مفتوحة لم تُحْذَف نحو: هَبَيَّخَ، هذه الياء لا تُحذف لأنَّها مُتحرِّكة، ولذلك (طَيِّب) إن كانت الياء مُفردة نحو: مُغْيل، أو مُشدَّدة مفتوحة نحو: هَبَيَّخَ، أو فُصِل بينها وبين المكسورة نحو: مُهَيِّن لم تُحذف، كُلُّ ما لم يكن: (مِنْ نَحْوِ طَيِّب) ياء مُشدَّدة الأولى ساكنة والثانية مكسورة لم تُحْذَف الياء، حينئذٍ يقع أن تكون الياء غير مُشدَّدة: مُغْيِل، هذه ليست مُشدَّدة ياء مفرده، كذلك لو كانت الثانية مُتحرِّكة (هَبَيَّخَ) بغير الكسرة .. مُتحرِّكة بالفتحة، كذلك إذا وقع بينهما فاصل حينئذٍ هذه الأحوال الثالثة لا تُحْذَف بل تبقى على أصلها.
لم تُحْذَف بل يُقال في النَّسب إلى هذه الكلمات السابقة: مُغَيْلِي وَهَبَيَّخِي وَمَهْيَييِّ، لنقص الثِّقَل بعدم الإدغام، وبالفتح وبالفصل بالمدِّ، إذا وقع فاصل بين الباء المكسورة والياء، الإشكال هنا في أن تقع الباء كما في (طَيِّب) وهي محلُّ الكسرة، قلنا: ياء النَّسب لا بُدَّ أن يُكْسَر ما قبلها، حينئذٍ الحرف الذي يكون قبل ياء النَّسب، إن كان قبله ياءٌ مكسورة وقبلها ياء ساكنة هنا وقع الإشكال، أمَّا إذا فُصِل بين الحرف الذي يكون قبل ياء النَّسب وبين الياء حينئذٍ لا إشكال؛ لوجود الفاصل بين الياء المكسورة وبين الحرف الذي يكون قبل ياء النَّسب، فالفاصل يُعْتَبر غير مُسَوِّغ للحذف، كذلك لو تَحرَّكت الياء الثانية بالفتحة كذلك لا إشكال، أو وقعت الياء مفردة غير مُدْغَمة كذلك لا إشكال.
(وَثَالِثٌ مِنْ نَحْوِ طَيِّبٍ) دخل في إطلاق النَّاظم: غُزَيِّل تصغير (غَزَال) .. تقول فيه: غُزَيِّلٌ.
وَشَذَّ طَائِيٌّ مَقُولاً بِالأَلِفْ ..