(وَخَيَّرُوا) يعني: العرب، فعل وفاعل، أو النُّحاة، (فِي زَائِدَيْ سَرَنْدَى) زائدين .. (زَائِدَيْ) هذا مضاف، و (سَرَنْدَى) مضافٌ إليه، والسَّرَنْدَى: الشديد، والأنثى: سرنداتٌ، (وَكُلِّ مَا ضَاهَاهُ) يعني: شابه (سَرَنْدَى)، مثل (كَالْعَلَنْدَى) وهو بالفتح: الغليظ من كل شيء.
حينئذٍ أنت مُخيَّر بين حذف إحدى الزيادتين، يعني: أنَّه إذا لم يكن لأحد الزائدين مزيَّةٌ على الآخر كنت بالخيار، فتقول في (سَرَنْدَى) هذه النون زائدة والألف زائدة، بحذف الألف وإبقاء النون تقول: سَرَانِد وَسَرادٍ، بحذف النون وإبقاء الألف، أين الألف؟ قُلِبت ياء ثُمَّ حُذِفت لالتقاء الساكنين.
وكذلك: (عَلَنْدَى)، تقول: علاند، (عَلَنْدَى) عندنا زيادتان النون والألف، تقول: علاند، بحذف الألف، و (علادٍ) بحذف النون، فتبقى الألف فَتُقْلَب ياءً، ومثلهما: حبنطى فتقول: حَبَانِطْ وَحَبَاطٍ، لأنهما زيادتان زيدتا معاً للإلحاق بـ: سَفَرَجْل، ولا مزيَّة لإحداهما على الأخرى، وهذا شأن كل زيادتين زيدتا للإلحاق، أو لم تكن للإلحاق فحينئذٍ يستويان، أو للإلحاق والأخرى لغير الإلحاق على مذهب سيبويه.
(وَخَيَّرُوا) يعني: العرب، (فِي زَائِدَيْ سَرَنْدَى) (فِي زَائِدَيْ) هذا مُتعلِّق بقوله: (خَيَّرُوا)، ووزن (سَرَنْدَى) (فَعَنْلَى)، (وَكُلِّ) هذا معطوف على (سَرَنْدَى)، والذي (مَا) موصول بمعنى: الذي .. الذي (ضَاهَاهُ) يعني: ضاهى (سَرَنْدَى): شابَهه في تَضَمُّن زيادتين لإلحاق الثلاثي بالخماسي، (كَالْعَلَنْدَى) والحبنطى، حينئذٍ يجوز حذف النون أو الألف وإبقاء الآخر.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين ... !!!