فتقول في حَيْزَبُون: حَزَابِين، حذفت الياء وَقُلِبت الواو ياءً: حزابين، فتحذف الياء وَتُبْقِى الواو، فَتُقْلَب الواو ياًء لسكونها وانكسار ما قبلها، لأنَّك ستقول: حزابِوْ، باء مكسورة ثم واوٌ ساكنة، سكنت الواو وانكسر ما قبلها، ثُمَّ قُلِبت الواو ياءً.

إذاً: قلبت الواو ياءً، (حَزَابِين) فتحذف الياء وتبقى الواو فَتُقْلَب ياءً لسكونها وانكسار ما قبلها، وَأُوُثِرت الواو بالبقاء دون الياء، لأنَّ حذف الياء يستلزم بقاء الواو لو حُذِفت الواو.

قال ابن عقيل: "لأنها - يعني: الواو - لو حُذِفت لم يُغْنِ حذفها عن حذف الياء".

يعني: لا بُدَّ أن تحذف الياء، لو بدأت بحذف الواو ستحذف الياء غصبًا عنك، وأمَّا إذا حذفت الياء لا، تُبْقِي الواو، وأيُّهما أولى: إذا كان الوزن يتأتَّى بحذف الياء وتبقى الواو، أو بحذف الواو ويستلزم حذف الياء .. أيُّهما أولى بالحذف؟ حذف ما لا يستلزم حذف غيره، لأنَّنا إذا حذفنا الياء تبقى الواو، وأمَّا إذا حذفنا الواو يلزم منه حذف الياء؛ لأنَّها لو حُذِفت الواو لم يغنِ حذفها عن حذف الياء، يعني: لم نستغن بحذفها عن حذفٍ .. لا بُدَّ أن نحذف الياء، لأن بقاء الياء مُفَوِّتٌ لصيغة منتهى الجموع، لأنَّك لو حذفت الواو ماذا تقول؟ حزابين، احذف الواو، حيزابٍ .. لا ليس الأمر كذلك.

هنا قال: لأنَّ حذف الياء يستلزم بقاء الواو، ولو حُذِفت الواو لم يغنِ حذفها عن حذف الياء، إذ لا يُمكن بها صيغة الجمع، فَتُحْذَف الياء، لأنَّ حذف الواو مُحْوِجٌ إلى حذف الياء فتقول: حَزَابٍ، إذ لا يقع بعد ألف التكسير ثلاثة أحرف أوسطها ساكن إلا وهو معتل".

هنا كم حرف بقي: حَزَابٍ؟ بقي عندنا حرفان، إذ لا يقع بعد ألف التكسير ثلاثة أحرف أوسطها ساكن إلا وهو معتل، لو قيل: حَزَابِين، لا بُدَّ أن يبقى بعد ألف التكسير ثلاثة أحرف أوسطها ساكن، فَتُحْذَف الياء، لأنَّ حذف الواو مُحْوجٌ إلى حذف الياء، فتقول: حزابٍ (فَعَاليل) حزابِون .. ليس الأمر كذلك، لكن لو قيل: حزابٍ، لا يوجد إشكال إلا إذا أُريد به على وزن (مَفَاعِيل) حينئذٍ لا بُدَّ أن يبقى ثلاثة أحرف بعد الألف، وأمَّا إذا كان على وزن (مَفَاعِل) لا إشكال، حَزَابٍ، وأما إذا أُريد أن يُجمع على (مفاعيل) لا بد أن يبقى ثلاثة أحرف بعد الألف.

على كُلٍّ المعلل هنا: لأن بقاء الياء مُفَوِّتٌ لصيغة منتهى الجموع: والحيزبون العجوز.

وَالْيَاءَ لاَ الْوَاوَ احْذِفْ انْ جَمَعْتَ مَا ... كَحَيْزَبُونٍ. . . . . . . . . . . . . .

يعني: يجب إيثار بقاء الواو في: (حَيْزَبُوُنْ) وشبهه مِمَّا قبل آخره واوٌ، فتقول في جمعها: حزابين، ليبقى ثلاثة أحرف.

نعم، إذا كان المراد (مَفَاعِيل) فحذفُ الواو يؤدي إلى حذف الياء، فيبقى عندنا حرفان بعد ألف التكسير، إذا أُريد به على وزن (مَفَاعِيل)، وحينئذٍ إذا كان المراد بها على وزن (مَفَاعِل) فالظاهر أنه لا إشكال، على كُلٍّ: يُنْظَر في المسألة هنا.

وَخَيَّرُوا فِي زَائِدَيْ سَرَنْدَى ... وَكُلِّ مَا ضَاهَاهُ كَالْعَلَنْدَى

هذا مِمَّا استوى فيه الزِّيادتان، وليس لأحدهما مزيَّةٌ على الأخرى فأنت مُخيَّر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015