ننتقل إلى الخماسي: إمَّا أن يكون مجرَّداً، وإمَّا أن يكون مزيداً، إن كان مجرَّداً وجب حذف اللام آخره، من أجل أن نتمكن أن نأتي به على وزن (فَعَالِل) حذفنا الأخير: سَفَرْجَل، اللام حذفناها، قلنا: سَفَارِج، هذه القاعدة العامة، ثُمَّ ننظر إلى ما قبل الآخر: إن كان شبيهاً بالزائد لفظاً أو مخرجاً أنت مُخيَّر بين أن تحذف الرابع الشبيه بالزائد، وبين أن تحذف الخامس، والثاني أجود: وهو حذف الخامس، بل أنكره المُبِرِّد.
فحينئذٍ نقول: إذا كان الرَّابع شبيهاً بالزائد فأنت مُخيَّر، إن لم يكن شبيهًا بالزائد تَعيَّن حذف الخامس وهو: اللام، مثل: سَفَرْجَل، هذا الخامس إذا كان مجرَّداً يُحذف لامه .. تَعيَّن حذف اللام إلا إذا كان الرابع شبيهاً بالزائد لفظاً أو مخرجاً فأنت مُخيَّر بين حذف الرابع أو الخامس، وحذف الخامس أجود، إن لم يكن شبيهاً بالزائد تعيَّن حذف الخامس.
ننتقل إلى الرُّباعي المزيد والخماسي المزيد.
الرُّباعي المزيد: ما كان على أربعة أحرف ثُمَّ زيد عليه حرفٌ، حينئذٍ صار على خمسة أحرف، إذا أردنا جمعه على (فَعَالِل) تَعيَّن حذف الخامس، وهو: المزيد، لأنَّه صار خامساً بهذا الحرف: دَحْرَج يُدَحْرِج مُدَحْرِج، الحاء والراء والجيم والدَّال موجودة هي في: دَحْرَج، إذاً: متى صار خامساً؟ بزيادة الميم، اقضِ عليها إذا أردت جمعها على (فَعَالِل)، تقول: دحارج، هي الزائدة .. هي التي اعتدت! هذا متى؟ إذا كان رباعي مزيداً بحرف.
إن كان خماسي زيد بحرفٍ حينئذٍ عندنا حرفان: الخامس يُحذف على الأصل، ثُمَّ إذا زيد عليه حرفٌ كذلك نقضِ على هذا الحرف ونحذف منه حرفين، من أجل أن نأتي به على صيغةٍ من هذه الصِّيغ: (فَعَالِل) أو شبهه.
إذاً: (وَبِفَعَالِلَ وَشِبْهِهِ)، المراد بشبه (فَعَالِل): ما كان على شكله في كون ثالثه ألفاً بعدها حرفان، أو ثلاثة أوسطها ساكن، فما زاد على الثُّلاثي مَمَّا يُجمع على نحو (فَعَالِل) رباعي، وزائدٌ على الأربعة، فأمَّا الرُّباعي فلا إشكال في جمعه على (فَعَالِل) أصلاً، نحو: جعفر وجعافر، أو مزيداً نحو: أحمد، كيف تجمعه؟ أحامد.
وأمَّا الزائد على الأربعة فخماسي الأصول نحو: سَفَرْجَل وغيره.
إذاً قوله:
(وَبِفَعَالِلَ وَشِبْهِهِ انْطِقَا) انطقاً بفعال وشبهه (فِي جَمْعِ مَا ارْتَقَى فَوْقَ الثَّلاَثَةِ مِنْ غَيْرِ مَا مَضَى) ما زاد على الثلاثي في (غَيْرِ مَا مَضَى) من نحو: رامٍ وكامل، مِمَّا استقرَّ له بناءٌ خاص، حينئذٍ تجمعه على (ِفَعَالِلَ وَشِبْهِهِ).
وَمِنْ خُمَاسِي جُرِّدَ الآخِرَ انْفِ ..
دخل الرباعي بنوعيه في قوله: (ارْتَقَى فَوْقَ الثَّلاَثَةِ)، ولم يَتعرَّض لحذفٍ وعدمه، لأنَّه لا حذف فيه، وشرع في الخماسي مع كونه داخلاً في قوله: (ارْتَقَى فَوْقَ الثَّلاَثَة) بتفصيلٍ فيه.
. . . . . . . . . وَمِنْ خُمَاسِي ... جُرِّدَ الآخِرَ انْفِ بِالْقِيَاسِ
تحذف الأخير وهو مقيس، ثُمَّ استدرك فقال: (الرَّابِعُ الشَّبِيهُ) (الرَّابِعُ) من الخماسي الذي تحذف لامه .. آخره .. (الشَّبِيهُ بِالْمَزِيدِ قَدْ يُحْذَفُ تقليلاً قَدْ يُحْذَفُ دُونَ الذي تَمَّ الْعَدَدُ بِهِ) وهو الخامس.