(لمذكَّرٍ): خرج به المؤنَّث، فلا يُجمع نحو: رميم وشريفة، لا يقال: عظامٌ رُمَمَاء، ولا: نسوة أو نساءٌ شرفاء .. لا يقال شرفاء في النساء ولو كانت شريفة بمعنى (فَعِيلة) .. (فَعِيلة) بمعنى (مُفْعِلة) لأنَّه لمؤنَّث، والشرط هنا: أن يُجمع على (فُعَلاء) إذا كان لمذكَّرٍ، إذاً خرج المؤنَّث: رميم .. رميمة، عظامٌ رُمَمَاء لا يصح، كذلك: نِسوةٌ شرفاء لا يصح، ولو كان له مفرد وهو: شريفة نقول: لا يُجمع على (فُعَلاء).
وأمَّا: خلفاء في جمع: خليفة، ونساءٌ سفهاء، هذا بطريق الحمل على المُذكَّر يعني: حُمِل على المذكَّر، إذاً: خُلفاء، جمع خليفة مثل: شريفة، لماذا جمعته: خُلفاء .. فُعَلاء؟ قالوا: حملاً على المُذكَّر، وإلا اللفظ مؤنَّث.
ونساء سفهاء .. سفيهة مثل: شريفة، ما الفرق بينهما؟ قالوا: حملاً على المذكَّر.
وخرج بـ (العاقل): غير العاقل نحو: مكانٌ فسيح، فلا يُقال: فسحاء في جمعه، (فسيح) هذا غير عاقل.
وبكونه اسم الفاعل خرج نحو: قتيل وجريح (فَعِيل) .. (كَرِيم وَبَخِيل) هذا بمعنى اسم الفاعل خرج به نحو: قتيل وجريح، فلا يُقال: قُتَلاء وجرحاء.
وبكونه غير مُضَاعف، خرج به نحو: شديد ولبيب، فلا يُقال: شُدداء ولا لبباء، هذا غير مسموع.
وبكونه غير مُعتلِّ اللام نحو: غني وولي، فلا يُجمع هذا الجمع.
إذاً قوله: (كَرِيم) .. (بَخِيل) نقول: يُجمع على (فُعَلاء)، فحينئذٍ ننظر في (كَرِيم وَبَخِيل) فإذا به على وزن (فَعِيل) وهو صفة لا اسمٌ .. لمُذكَّر لا مؤنَّث .. لعاقل لا لغير عاقل .. بمعنى: فاعل لا بمعنى: مفعول .. غير مضاعف ولا مُعتلَّ اللام، كلها مأخوذة من المثال.
وَلِكَرِيمٍ وَبَخِيلٍ فُعَلاَ ... كَذَا لِمَا ضَاهَاهُمَا قَدْ جُعِلاَ
(كَذَا) أي: مثل ذا في إثبات كونه على وزن (فُعَلاَ) مثل ذا، كَذَا جُعِلاَ .. (قَدْ جُعِلاَ كَذَا)، (كَذَا) و (لِمَا) مُتعلِّقان بقوله: (جُعِلاَ) الألف للإطلاق، (جُعِلاَ) هذا مُغيَّر الصيغة فيه ضمير نائب فاعل يعود على (فُعَلاَ) .. (جُعِلاَ فُعَلاَ كَذَا) مثل ذا (لِمَا ضَاهَاهُمَا) يعني: لما شابه (كَرِيم وَبَخِيل) لأنَّ المضاهاة المراد بها: المشابهة، يعني: أنَّ ما شابه: كريماً وبخيلاً يُجمع على (فُعَلاء).
ويحتمل وجهين: وجه المشابهة في اللفظ والمعنى، أو في المعنى دون اللفظ، يحتمل هذا وذاك وهو داخلٌ فيه، فيحتمل وجهين:
الأول: ما شابه (كريماً) و (بخيلاً) في اللفظ نحو: ظريف وشريف، لتعميم الحكم في جميع ذلك.