(وَالْجَامِدُ الَّذِي أُمِيلَ) يعني: قبل الإمالة، ليس أُمِيل بالفعل، وإنَّما ما يقبل الإمالة، ووجه قلب ألفه ياءً، لماذا؟ مع أنَّه قد يكون منقلبًا عن واو. ووجه قلب ألفه ياءً: أنَّ الإمالة إنحاءُ الألف إلى الياء، يعني: يأتي بالألف إلى قريب من الياء: والضُّحى. ولو كانت الألف منقلبة عن واوٍ.
(وَالْجَامِدُ الَّذِي أُمِيلَ كَمَتَى) وبلى، تقول: متيان، وبليان، إذا ثُنِّي وسُمِّي به شخص، (فِي غَيْرِ ذَا) (ذَا) اسم إشارة يعود إلى ثلاثة أشياء:
- ما ارتقى عن ثلاثة.
- وما كان الياء أصلٌ من الثلاثي.
- والجامد الثلاثي الذي أُميل.
والأصل أن يقول: في غير ذي أو تلك، لأنَّه جمع. راعى معنى ما ذُكِر ولذا أفرد وقال: (ذَا)، يعني: ما ذُكِر (غَيْرِ ذَا) المذكور، يعني: أُوُّل بالمذكور، أشار إلى المذكور .. ما ذُكِر لك (غَيْرِ ذَا) المذكور، وإلا فالأولى أن يقول: (ذي) أو (هذه) أو (تلك)، بلفظٍ يقتضي الجمع إذ تَقَدَّم ثلاثة أشياء.
فِي غَيْرِ ذَا تُقْلَبُ وَاوَاً الأَلِفْ ..
(فِي غَيْرِ) جار مجرور مُتعلِّق بقوله: .. (فِي غَيْرِ) ذا تقلب الألف واواً في غير (ذا)، (تُقْلَبُ) هذا فعل إذاً: ابتداءً، تقلب الألف واواً في غير (ذا)، إذاًً: قوله (فِي غَيْرِ) مُتعلِّق بقوله: (تُقْلَبُ)، و (ذَا) المراد به: المذكور السابق: أنَّه تُقْلَب ألفه ياءً، غيره تُقْلَب واواً، لأنَّه ليس عندنا إلا واو أو ألف، إمَّا أن تُقْلَب ياءً، وإمَّا أن تُقْلَب واواً .. إمَّا هذا أو ذاك.
فِي غَيْرِ ذَا تُقْلَبُ وَاوَاً الأَلِفْ ..
وذلك شيئان: أن تكون ألفه ثالثةً بدلاً من واو كـ: عصا وقفا.
والثاني: أن تكون غير مُبْدَلة ولم تُمَل، نَحو: (ألا) الاستفتاحية إذا سُمِّي بها .. ألَوان، إذا سميت رجل: (ألا)، وآخر مثله (ألا) جاء أَلَوَان.
(وَأَوْلِهَا) ما أعراب (أَوْلِهَا)؟ (أَوْلِ) فعل أمر، و (هاء) مفعول به أول، و (مَا) اسم موصول بِمعنى: الذي، في مَحل نصب مفعول ثاني، (كَانَ) صلة (مَا) .. الذي.
وَأَوْلِهَا مَا كَانَ قَبْلُ قَدْ أُلِفْ ..
ما كان قد أُلِف قبل، (أُلِفْ) يعني: عُرِف، أين خبر (كَانَ)؟ الذي كان قد أُلِف .. كَانَ هو، (قَدْ أُلِفْ) هذا خبر كان، (قَدْ أُلِفْ) الجملة، يعني كأنَّه قال: ما كان مألوفاً، وما هو الذي كان مألوفاً؟ زيادة الألف والنون رفعاً، والياء والنون نصباً.
(وَأَوْلِهَا) الذي (كَانَ قَبْلُ)، (قَبْلُ) هذا مُتعلِّق بقوله: (أُلِفْ)، والجملة خبر (كَانَ) واسمها ضمير مستتر يعود على (مَا)، لأنَّه لا بُدَّ أن تقول: أنَّ (كَانَ) فيها ضمير مستتر يعود على (مَا) لأنَّ صلة الموصول لا بُدَّ من عائدٍ، ما قد كان أُلِف في التَّثنية سابقاً.
قال هنا: أيْ أولِ الواو المنقلبة إليها الألف ما أُلِف في غير هذا من علامة التَّثنية المذكورة في باب الإعراب، أو أول الياء كذلك.