(ذَا بِنِسْوَةٍ كَلِفْ) ماذا تقول في الحكاية؟ احْكِ بِنِسوة! قال: (وَصِلِ التَّا وَالأَلِفْ بِمَنْ) (مَنْتَات) فتأتي بألفٍ وتاء، قال: (وَصِلِ) أنْتَ فاعل، (التَّا) حذف الهمزة للضرورة، هل نقول: لغة .. هل يُقال (التَّا) هكذا دون هَمزٍ؟ (تَاً) هذا في إذا لم تَتَّصِل بها (أل)، وأمَّا (تَا) هكذا حُكِي أنَّه لغةٌ فيها، با، وتا، وأظنه ثا معها ثلاثة ألفاظ، وأمَّا (التَّا) فلا، وإنَّما تبقى على أصلها.
(وَصِلِ التَّا وَالأَلِفْ) هذا معطوف على (التَّا) و (التَّا) مفعولٌ به، (بِمَنْ) في حكاية جمع المؤنَّث السالم، (بِإِثْرِ) يعني: بعد قول القائل (ذَا) هذا مبتدأ، (كَلِفْ) كَلِفَ .. كَلِفٌ، يجوز أن يكون فعلاً وأن يكون اسماً، (بِنِسْوَةٍ) هذا مُتعلِّقٌ به، حِينئذٍ إذا أرَدْتَ أن تحكي (نِسْوَة) تأتي بـ: (مَنْ) وتزيد عليها ألفٌ وتاء، فتقول: (مَنَاة) بتحريك النون للتَّخلُّص من التقاء الساكنين.
إذاً تقول في المفرد المُؤنَّث: (مَنَه) مُطلقاً، وفي المثنَّى المُؤنَّث: (مَنْتَان) و (مَنْتَيْن)، وتُحرِّك النون على قِلَّة، (مَنَا) و (مَنَتَان) و (مَنَتَيْن)، وتقول في الجمع: (مَنَات).
وَقُلْ مَنُونَ وَمَنِينَ مُسْكِنَا ... إِنْ قِيلَ جَا قَوْمٌ لِقَوْمٍ فُطَنَا
وقل في حكاية جمع المُذكَّر السَّالم (مَنُونَ) في حكاية المرفوع بواوٍ ونون، وتحريك النَّون بِما يُناسِب الواو، (وَمَنِينَ) في المجرور والمنصوب (مُسْكِنَاً) آخرها، لأنَّه قال: (مَنُونَ) بتحريك النون، و (مَنِينَ) بتحريك النون، (مُسْكِنَاً) آخرهما، هذا حالٌ من فاعل (قُلْ)، و (مَنُونَ) هذا قُصِد لفظه مفعولٌ به، و (مَنِينَ) معطوف عليه، متى؟ (إِنْ قِيلَ جَا قَوْمٌ) (جَا) فعل ماضي مبني على الفتح، أين الفتح؟
قلنا: جا يجي .. جاء يجيء، فيه لغتان، مر معنا كثير في النَّظم، (جاء) بالهمز هذه لغة، و (جا) هذه لغة أخرى بدون همز، المضارع من الأولى: (يجيء)، والمضارع من الثانية: (يجي) حِينئذٍ (جا) فعلٌ ماضي مبني على الفتح المُقدَّر على الألف، فليس ثلاثياً إنَّما هو ثنائي.
فهنا (جَا) هذا نعتبره لغة ولا نقول: ضرورة، (جَا قَوْمٌ لِقَوْمٍ فُطَنَا) جمع (فَطِن) كـ: (كرماء)، (قَوْمٌ) احْكِ قوم، ماذا تقول؟ (مَنُون)، إذا سألت عن (قوم) فتحكيه تقول: مَنُون؟ حِينئذٍ نفهم أن المسئول عنه (قَوْم)، (مَنِيْن) المسئول عنه (لِقَوْمٍ).
إذاً: إذا كان المحكي جمع مذكر سالم، إذا كان مرفوعاً تأتي بـ: (مَنُون)، وإذا كان منصوباً أو مجروراً تأتي بـ: (مَنِيْن)، (إِنْ قِيلَ جَا قَوْمٌ لِقَوْمٍ فُطَنَا).
(وَإِنْ تَصِلْ فَلَفْظُ مَنْ لاَ يَخْتَلِفْ) فتقول: مَنْ يا فتى؟ في الأحوال كلها، لو قال: جاء رجلان، وجاء رجلٌ، وجاء امرأتان، وجاء رجال، وجاء مسلمون، من يا فتى؟ في الكل .. الجميع، لماذا؟ لأنَّه لا تُحكى بالحكاية السابقة .. التفصيل السابق إلا في الوقف، وأمَّا في الوصل فتلزم حالةً واحدة وهي (مَنْ) مَنْ يا فتى؟