هنا تعين ولم ينصب، لأنَّه ليس في معنى ما يعمل ولا مُفَرَّعاً عن فعلٍ يعني: ليس المراد به: الحدث، لأنَّ كونه بعض الشيء هذا ليس بحدثٍ، بخلاف ثالث اثنين يعني: مصيِّر الاثنين ثلاثة، إذاًَ فيه حدث، جاعل الاثنين ثلاثاً حينئذٍ له وجهان هناك من حيث النصب والإضافة، وأمَّا هنا فلا، لأنَّه ليس فيه معنى ما يعمل ولا مفرَّعاً عن فعلٍ فالتُزِمَت إضافته، لأنَّ المراد: أحد اثنين .. ثاني اثنين، وإحدى اثنتين .. ثانية اثنتين، وأحد عشرةٍ وإحدى عشرٍ فتضيفه وهذا مذهب الجمهور: أنَّه يُلزم فيه الإضافة.

وَإِنْ تُرِدْ بَعْضَ الَّذِيْ مِنْهُ بُنِي ... تُضِفْ إِلَيهِ مِثْلَ. . . . . . . . . . . . .

تضف إليه اسم فاعلٍ من العدد حال كونه (مِثْلَ بَعْضٍ) يعني: يُفَسَّر بالبعضية، ولذلك قال: (بَيِّنِ) أي: ظاهر البعضية، هذا النوع الأول.

وَإِنْ تُرِدْ بَعْضَ الَّذِيْ مِنْهُ بُنِي ... تُضِفْ إِلَيهِ. . . . . . . . . . . . .

أي: (وَإِنْ تُرِدْ) بالوصف (بَعْضَ) العدد الَّذِيْ بُنِي هو مِنْهُ تضفه أي: الوصف (إِلَيهِ) أي: العدد حالة كون الوصف (مِثْلَ بَعْضٍ) في معناه يعني: يُفسَّر بهذا اللفظ، أو في إضافته إلى كله يعني: أنَّ اسم الفاعل من العدد إذا أُضِيف إلى موافقه يجب إضافته إليه على معنى بعضٍ: ثاني اثنين، معناه: بعض اثنين.

النوع الثاني في غير المفرد .. اسم الفاعل: أن يراد به أنك جعلت الأقل مساوياً لما كان أعلى منه.

(وَإِنْ تُرِدْ جَعْلَ الأَقَلِّ) (وَإِنْ تُرِدْ) باسم الفاعل من العدد (جَعْلَ الأَقَلِّ مِثْلَ مَا فَوْقُ) فوقه، يعني: إذا أردت بالوصف المصوغ من العدد أن تجعل ما هو تحت ما اشْتُقَّ منه مساوياً له (فَحُكْمَ جَاعِلٍ لَهُ احْكُمَا).

(وَإِنْ تُرِدْ) باسم الفاعل من العدد (جَعْلَ الأَقَلِّ)، (جَعْلَ) هذا مفعول به لقوله: (تُرِدْ) وهو مضاف إلى الأَقَلِّ وهو مفعوله الأول (مِثْلَ) هذا مفعول ثاني مَا فَوْقُ مثل عددٍ فوقه يعني: فوق العدد الذي صيغ منه اسم الفاعل.

قال: (فَحُكْمَ جَاعِلٍ) هذا من حيث الإعراب، هنا ابن عقيل يقول:

وَإِنْ تُرِدْ جَعْلَ الأَقَلِّ مِثْلَ مَا ... فَوْقُ. . . . . . . . . . . . .

أي: وإن تُرد بفاعل المصوغ من اثنين فما فوقه جعل ما هو أقل عدداً مثل ما فوقه: ثالث اثنين، إذا أردت أنك جاعل الاثنين ثلاثةً حينئذٍ يُنظر فيه إلى المعنى، فكأنك جعلت ثالث مضمَّناً معنى جاعل أو مصير، فتقول: جاعل الاثنين ثلاثةً هذا التقدير: أنا ثالثُ ثلاثةٍ .. أنا ثالثٌ ثلاثةً .. أنا ثالثُ اثنين، ما مرادك بهذا التركيب؟

مرادك: أنك جعلت الأقل مساوياً لما اشْتُقَّ منه، ما الذي اشْتُقَّ منه ثالث؟ ثلاثة، فكأنك جعلت الاثنين مساوياً لثلاثة بكونك أضفت نفسك إليه فقلت: أنا ثالث اثنين يعني: جاعل الاثنين ثلاثةً رددت الاثنين إلى ما اشْتُقَّ منه الوصف وهو: ثالث فتقول: أنا رابع ثلاثةٍ يعني: جاعل الثلاثة أربعةً رددت المضاف إليه إلى ما اشْتُقَّ منه اسم الفاعل، حينئذٍ يجوز لك وجهان: الإضافة والتنوين: ثالثُ اثنين، وثالثٌ اثنين، بالإضافة وبالتنوين مع النصب.

وَإِنْ تُرِدْ جَعْلَ الأَقَلِّ مِثْلَ مَا ... فَوْقُ. . . . . . . . . . . . .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015