(فَألِفُ التَّأْنِيْثِ مَنعْ مُطْلَقاً) هذا حالٌ من الضمير المستتر "فاعل" العائد على المبتدأ، (صَرْفَ) هذا مفعولٌ به (صَرْفَ الَّذِي حَوَاهُ) (الَّذِي حَوَى) بمعنى جمع (صَرْفَ الَّذِي) ما إعراب (الَّذِي)؟ (صَرْفَ) مضاف و (الَّذِي) مضاف إليه، لكنَّه في المعنى صفى لموصوفٍ محذوف (صَرْفَ الاِسْم الذِي حَوَاهُ) يعني: ما هو فيه (الَّذِي حَوَاهُ) يعني: ما هو فيه (الَّذِي حَوَاهُ) فيه ضميران هنا (حَوَى) ضميرٌ مستتر وضميرٌ بارز، الضمير المستتر هذا يعود على الموصول الذي قلنا صفةٌ للاسم، والبارز يعود على ألف التَّأنيث كأنَّه قال: صَرْفَ الاِسْم الذي حوى ذلك الاسم الألف .. ألف التأنيث، فالاسم: صَحْراء حَوَى ذلك الألف، يعني اتَّصلَت به الألف فهو جامعٌ لها.
(كَيفَمَا وَقَعْ) (كَيفَمَا) اسم شرطٍ على مذهب الكوفيين و (وَقَعْ) هذا فعل الشَّرط والجواب محذوف دلَّ عليه قوله (مَنَعْ) والتقدير (كَيفَمَا وَقَعْ ألِفُ التَّأنيث) الجواب: (مَنعْ صَرْفَ الذِي حَوَاهُ) يعني: حَوَى ذلك الاسم ذلك الألف، أو أنَّ الضمير وقع للاسم الذِي حَوَى الألف التَّأنيث، وتقدير الجواب على هذا (كَيفَمَا وَقَعَ امْتَنَعَ صَرْفُه).
وهنا تعميم (كَيفَمَا وَقَعَ) يعني كَيفَمَا كان حال الاسم مع تلك الألف سواءٌ كان اسماً نكرة أو معرفة .. مفرداً أو جمعاً مطلقاً بدون استثناء، كُلُّ مَا كان اسماً واتَّصلت به هذه الألف فاحكم عليه بكونه ممنوعاً من الصَّرف سواءٌ وقع نكرة كـ (ذِكْرَا وصحراء) أو معرفة كـ (رَضْوَى وزَكَرِياء) يعني: علم مفرداً كما مر أو جمعاً كـ (جَرْحَى وأصْدِقَاء وأنصباء) اسماً كما مر أو صفةً كـ (حُبْلى وحمراء).
(مُطْلَقاً) كلما وجدت الاسم متَّصِلاً بألف التَّأنيث مقصورةً كانت أو ممدودة فاحكم عليه بأنَّه ممنوعٌ من الصَّرف، وسيأتي مواضع الألفين في بابٍ خاص بهما في محله إن شاء الله تعالى.
وإنَّما استقلَّت بالمنع وهي صفة واحدة .. لماذا استقلَّت بالمنع؟ قالوا: لأنَّها قامت مقام علَّتين يعني وجِد في ألف التَّأنيث سببان: أحدهما يرجع إلى اللفظ والآخر يرجع إلى المعنى، لأنَّها قائمةٌ مقام شيئين وذلك لأنَّها لازمة لما هي فيه يعني: الألف الأصل فيها: أنَّها تنفصل وتتَّصل، العلامة .. إذا عُلِّم الشيء بكونه مؤنَّثاً أو بكون مثنَّىً أو بكونه جمعاً أو بكونه مذكَّراً ونحو ذلك الأصل في العلامة أنَّها تنفك وتنفصل، فإذا لزمت حينئذٍ صار فيها فرعاً وهو: كونها لازمةً لمدخولها والأصل: الاتِّصال والانفكاك .. تنفك تارة وتتَّصل تارةً، إذا اتَّصلت على جهة اللزوم نقول هذا خروجٌ عن الأصل وإذا كان كذلك صار فرعاً.
إذاً عندنا أصلٌ وهو جواز الحالين، وعندنا فرعٌ وهو اللزوم، إذاً لمَّا لزمت هذه الألف نقول حينئذٍ صار فيها فرعٌ وهو كونها لازمةً.