قال الشارح هنا: " قوله: "عَلَى الَّذِي فِي رَفْعِهِ" قلنا: (فِي رَفْعِهِ) مُتَعلِّق بقوله: (عُهِدَا)، أي: في رفع نضيره، لأنه أورد اعتراض على الناظم يقول: وابْنِ، ثُمَّ يقول: في رفعه؟ فالمحكوم عليه شيء واحد، كيف يحكم عليه بابن ثُمَّ يقول: في رفعه، والبِناء والرفع متغايران .. ضدان، لا بُدَّ من تأويل قوله: (فِي رَفْعِهِ) يعني: في رفع نضيره: يا زيد .. جاء زيد نضيره: جاء زيدٌ .. يا زيدُ، زيد إذا أردت أن تبنيه فتبنيه على ما يُرفعُ به: جاء زيدٌ، زيدٌ من قولك: جاء، فهو في نضيره وهذا إلا إشكال به.

أو والمُراد: رفعه في غيرِ النداء، وهذا المشهور عند النحاة، ولذلك قيل: لو كان معرباً، يعني: قبل النداء .. قبل إدخال (يا) تنظر في حاله: على أي شيءٍ تُعربه، وبماذا تُعربهُ؟ فحينئذٍ تبنيه عليه، وهذا هو المشهور، أو المُرادُ: (فِي رَفْعِهِ) يعني: في غير النداء.

أو رَفْعِهِ على فرض إعرابه، فاندفع ما يقال: الرفعُ إعرابٌ فيتنافى مع قوله: (وَابْنِ)، ما عِلَّةُ البِناء هنا (وَابْنِ) .. ما عِلَّة البِناء؟ قيل: إنما بُنيَ لوقوعه موقع الكاف الاسمية في نحو: أدعوك، أدعوك هنا وقع المُنَادى موقعَ الكاف الاسمية، حينئذٍ أشبه الكاف الاسمية لفظاً ومعنىً المُشبهة للكاف الحرفية. إنما بُنيَ لوقعه موقع الكاف الاسمية في نحو: أدعوك، المشابهة لفظاً ومعنىً لكاف الخطاب الحرفية، ومماثلته لها إفراداً وتعريفاً، يعني: شابه الكاف الخطابية والاسمية في كلٍّ منهما إفراداً وتعريفاً باعتبار المُنَادى.

إذاً: أشبهت الكاف الاسمية لفظاً ومعنىً كاف الخطاب الحرفية، ومماثلته لها إفراداً وتعريفاً، يعني: أشبه المُنَادى الكاف الاسمية في الإفراد والتعريف، وخَرَجَ بقولنا: مماثلته لها إفراداً وتعريفاً: المُضاف والشبيهُ بالمضاف، لأنه لم يشبه الكاف الاسمية، الكاف الاسمية بُنِيَت لكونها أشبهت الكاف الحرفية لفظاً ومعنىً، والمُنَادى وقع موقع الكاف الاسمية، فهو مماثلٌ لها في الإفراد والتعريف.

خَرَجَ بقولنا: إفراداً وتعريفاً: المُضاف والشبيه بالمُضاف؛ لأنه مُعْرَب كما سيأتي ليس مبنياً؛ لأنهما لم يماثلا الكاف الاسمية إفراداً .. ليس مفرداً، وإنما هما مركب، ذاك تركيب عامل ومعمول، وهذا تركيبٌ لفظي، كل اسمين إلى آخره. لم يماثلا الكاف الاسمية إفراداً، والنكرة غير المقصودة؛ لأنها لم تماثلها تعريفاً، إذاً: علةُ البِناء مشابهة المُفرد المُعَرَّف بالكاف الاسمية في كونه وقع موقعها وأشبهها من حيث المماثلة من حيث الإفراد والتعريف.

المماثلة من حيث الإفراد والتعريف، فأخرَجَ المضاف، والشبيه بالمضاف، والنكرة غير المقصودة؛ لأنها لم تماثل الكاف الاسمية.

وبُنِيَ على حركة للإعلام بأنَ بناءهُ غير أصلي، هذا الأصل:

وَالأَصْلُ فِي الْمَبْنِيِّ أنْ يُسَكَّنَا ..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015