المُنَادى إمَّا أن يكون مفرداً أو لا، والمراد بقولنا أو لا: إمَّا أن يكون مضافاً أو شبيهاً بالمضاف، الكلام في أحكام المُنَادى من حيث التقسيم الكلي، كالكلام في أحكام اسم (لا)، إمَّا أن يكون مفرداً، وإمَّا أن يكون مضافاً، وإمَّا أن يكون شبيهاً بالمضاف، المفرد في باب (لا) ما هو؟ ما ليس مضافاً ولا شبيهاً بالمضاف، المضاف ما هو؟ هو المضاف: غلامُ زيدٍ .. صاحبَ علمٍ، وإن شئت قل: كل اسمين نُزِّلا ثانيهما مُنَزَّلةَ التنوين مما قبله لا إشكال: كغلام .. غلام زيد .. صاحب علمٍ.
والشبيهُ بالمضاف المَمْطُول والمُطَوَّل ما ضابطهُ في باب (لا)؟ ما اتصل به شيءٌ من تمام معناه، يعني: عامل، اسم فاعل، أو صفة مشبهة، أو اسم مفعول عَمِلَ فيما بعده إمَّا نصباً: يا طالعاً جبلاً، وإمَّا رفعاً: حَسَناً وجُهه، وإمَّا خفضاً: ماراً بزيدٍ، حينئذٍ: اتصل به شيءٌ من تمام معناه، وسبق أن المعمول يُتممُ معنى العامل، وهذا تعريف يوضح لك العلاقة بين العامل والمعمول.
هذه العلاقة عند الطلاب ملتبسة، ولذلك يظهر أثرها .. عدم وضوحها في الذهن عند المُتَعلِّقات .. الجار والمجرور ونحو ذلك، حينئذٍ نقول: ما اتصل به، يعني: بنفس المضاف، شيءٌ من تمام معناه: يا طالعاً جبلاً .. تمَّمهُ، يا حسناً وجهه .. رأسه .. يده، يحتمل هذا، فإذا قلت: وجهه .. يا حسناً وجهه عرفت أن: وجهُهُ هذا مُتممٌ لسابقه.
إذاً: إمَّا أن يكون مفرداً، وإمَّا أن يكون مضافاً، وإمَّا أن يكون شبيهاً بالمضاف، المفرد هناك في باب (لا) وكذلك المُضَاف والشبيه بالمُضَاف هو نفس التقسيم في باب النداء، فالبابُ واحد، حينئذٍ دخل في المفرد في باب (لا) وفي باب النداء، دخل ماذا؟ المُفرد في باب الإعراب، كزيد سواءٌ أُعرِبَ بحركة أو أُعرِبَ بحرف كأب وأخ ونحو ذلك.
ودخل فيه المثنى، ودخل فيه الجمع، ودخل فيه المركب المزجي، لأنه ليس بمضاف ومضاف إليه، عندنا مضاف وهذا خاص، ودخل فيه المركب العددي، إذاً: هذه كلها تدخل تحت قولنا: المُفرد .. (وَابْنِ المُعَرَّفَ المُنَادَى المُفْرَدَا) كزيد، وأخ .. بإرجاع الواو، وزيدان، ورجلان، ورجيلون، وهنود ونحو ذلك فكلها داخلة، وأحد عشر ومعدي كَرِب، كلها داخلة في قولنا: (المُفْرَدَا).
(وَابْنِ المُعَرَّفَ المُنَادَى المُفْرَدَا) إذاً: إذا كان المُنَادى مفرداً، وكان واحداً مما ذُكِر حينئذٍ حكمه: أنه مبني، وستأتي العلة لماذا بُني، يُبنى على ماذا؟ قالوا: يُبنى على ما يُرفعُ به لو كان مُعْرباً، فتقول: يا زيد، زيد هذا مُبنيٌ على الضم، لماذا اخترت الضم؟ لأنه لو أُعربَ رفعاً لرفعته بالضمة، فتقول: جاء زيدُ، إذاً: لو أُعربَ رفعاً لرُفِعَ بالضمة، تقول: جاءَ الزيدان .. يا زيدانِ، هذا زيدانِ مُنَادى مبنيٌ على الألف، لماذا بُني على الألف؟ لأنه لو رُفِعَ في حالة الإعراب لرُفِعَ بالألف، فتقول: جاءَ الزيدانِ، كذلك تقول: يا زيدون .. يا مسلمون، فتبنيه على الواو تقول: مُنَادى مبنيٌ على الواوِ، لماذا بُنيَ على الواو؟ لأنه لو رُفِعَ في حالة إعرابه لرُفِعَ بالواوِ وهكذا.