(إِذَا لَمْ يُلْفِ) يعني: يجد، (ذُو النُّطْقِ لِلَبْسٍ مَنْفَذَاً) لِلَبْسٍ: جار ومجرور مُتعلِّق بقوله: (مَنْفَذَاً) والمنفذ المراد به: الطريق.
قال الشارح: " قد تستعمل (أوْ) بمعنى الواو عند أمن اللبس: (جَاءَ الْخِلاَفَةَ أَوْ كَانَتْ لَهُ قَدَراً) يعني: وكانت له قدراً، شيءٌ مكتوبٌ له، جاء الخلافة وكانت له قدراً، لأن (جَاءَ الْخِلاَفَةَ) أمرٌ وقع .. حصل (أَوْ كَانَتْ لَهُ قَدَرَاً) لا يقع الشيء إلا بشيءٍ مُقَدَّر، إذا قال: (جَاءَ الْخِلاَفَةَ) إذاً وصل إلى الخلافة، إذاً: وقع المقدَّر .. حصل .. علمنا أنه مكتوبٌ عليه، حينئذٍ: (أَوْ كَانَتْ لَهُ قَدَرَاً) (أوْ) هنا ليست للتخيير، ولا يمكن أن تُحمل على معنىً من المعاني السابقة، وإنما هي بمعنى: الواو، أي: وكانت له قدراً.
وقوله (وَرُبَّمَا) أفاد أن ذلك قليل مطلقاً، أي: سواءٌ كانت للإباحة أو لا .. مطلقاً جميع المعاني السابقة، وذكر في التسهيل: أن (أوْ) تعاقب الواو في الإباحة كثيراً، وفي عطف المصاحبة والمؤكد قليلاً، والإباحة كما سبق معنا، فالمصاحبة نحو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: {فإنما عليك نبنيٌ أو صديقٌ أو شهيد} أو .. أو هنا ليست بمعناها الأصل، إنما هي بمعنى الواو، ثم هي بمعنى الواو في أي الأحوال الثلاثة؟ المصاحبة: نبيٌ وصديقٌ وشهيد، هذا المراد، والمؤكَّد نحو: ((وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً)) [النساء:112] وإثماً: من عطف الشيء على نفسه هذا الأصل، لكنه باعتبارٍ آخر .. باعتبار وصفٍ آخر، فيكون تأكيداً لما سبق.
إذاً: هذه سبعة معانٍ ذكرها الناظم رحمه الله تعالى، والأخير هذا مذهب الكوفيين، وقيل: أن الصحيح أن (أوْ) موضوعةٌ لأحد الشيئين أو الأشياء، وقد تخرج إلى معنى: (بل) والواو، وأمَّا بقية المعاني فمستفادةٌ من غيرها، يعني: جالس الحسنَ أو ابن سيرين، (أوْ) هنا ليست للإباحة وإنما تستفاد الإباحة من التركيب نفسه، وكذلك في التخيير، وكذلك في التقسيم، وكذلك في الشك والإبهام، لا يُقال: بأن (أوْ) لوحدها هي التي للإبهام، أو هي التي للشك أو التقسيم، وإنما يُعرف من التركيب، حينئذٍ الأصل في وضع (أوْ) أنها تكون لأحد الشيئين أو الأشياء، أشبه ما يكون بالتخيير، وخروجها إلى الواو، أو معنى (بل) هذا يحتاج إلى سند يعني دليل، وهذا ثابتٌ.
بقي المعاني الأخرى، حينئذٍ نقول: المعاني الأخرى ليست مستفادة من (أوْ) من حيث هي، وإنما مستفادة من القرائن والتركيب، ثم قال:
وَمِثْلُ "أَوْ" فِي الْقَصْدِ "إِمَّا" الثَّانِيَهْ ... فِي نَحْوِ إِمَّا ذِي وَإِمَّا النَّائِيَهْ