وقد توقع العرب الأزواج على الأصناف كقوله تعالى: {وكنتم أزواجا ثلاثة} [الواقعة: 7] أي: أصنافا ثلاثة، وكذلك تقول: عندي زوجان أسود وأبيض، أي: صنفان، وعندي زوجان حلو وحامض، أي: صنفان.

قوله: (تقول: هم المسودة والمبيضة والمحمرة).

قال الشارح: المسودة: هم الذين يلبسون السواد، وهم: بنو العباس واتباعهم، والمبيضة: الذين يلبسون البياض، وهم: العلوبون وأتباعهم، والمحمرة: الذين يلبسون الحمرة، وحكى ابن خالويه: أنه يعنى بالسودة والمبيضة والمحمرة: الخوارج، لأن ألويتهم كانت سودا وبيضا وحمرا.

قوله: (وهم المطوعة)

قال الشارح: هم الذين يتطوعون فيخرجون بنفقات أنفسهم إلى العدو من غير رزق سلطان، وحكى أبو إسحاق الزجاج: أن الرواية عنده بتخفيف الطاء، وتشديد الواو، وذلك خطأ، والصحيح تشديدهما، قال الله تعالى: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات} [التوبة: 79] لأن الأصل: المتطوعة، فأدغمت التاء في الطاء للتقارب الذي بينهما فصار المطوعة.

قوله: (وتقول كان ذلك عاما أول يا فتى والعام الأول إن شئت)

قال الشارح: أما قوله: كان ذلك عاما أول، فإنه يعني: عاما قبل العام الذي أنت فيه، وتقدير الكلام: كان ذلك عاما أول من عامك الذي أنت فيه، فأول: صفة للعام، ولم ينصرف للصفة ووزن الفعل، وحذف الجار والمجرور منه وهو في حكم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015