الإثبات، كما حذف من قولك: هذا رجل أول، تريد: أول من غيره، قال الله تعالى (42 ب {فإنه يعلم السر وأخفى} [طه: 7] أي: [يعلم] السر وأخفى من السر، قال الشاعر:
(يا ليتها كانت لأهلي إبلا ... وهذلت في جدب عام أولا)
فتقديره: في جدب عام أول من عامك، فحذف، ولم ينصرف، لأنه صفة، وإن شئت كان انتصاب أول على الظرف، ويكون التقدير: كان ذلك عاما قبل عامك، وكذلك تقدر البيت الذي استشهدنا به آنفا، وعلى هذا قوله تعالى: {والركب أسفل منكم} [الأنفال: 42] كما تقول: الركب أمامك، ومن أدخل الألف واللام أضاف العام إليه، فقال: كان ذلك عام الأول وهو على حذف الموصوف، كما تقول: مسجد الجامع، وصلاة الأولى، أي: مسجد اليوم الجامع، وصلاة الساعة الأولى، والتقدير: كان ذلك عام الزمن الأول، والحين الأول، ووزن أول: أفعل، فالفاء واو والعين واو، فلذلك وجب الإدغام، لاجتماع المثلين، فأما قولهم في الجمع: أوائل بالهمز، فأصله: أواول، لكن لما اكتنفت الألف واوان ووليت الأخيرة منهما الطرف فضعفت، وكانت الكلمة جمعا، والجمع مستثقل قلبت الأخيرة منهما الطرف فضعفت، وكانت الكلمة جمعا، والجمع مستثقل قلبت الأخيرة منهما همزة، وتأنيث الأول: الأولى ووزنها: فعلى، وأصلها: وولى فكرهوا الجمع بين واوين، فقلبوا الواو المضمومة همزة، كما قالوا: أجوه ووجوه وأقت ووقت، وهذا مذهب البصريين، وأما الكوفيون فالأول عندهم من: آل بؤول، وأصله: أأول فالفاء همزة والعين واو فقلبت الهمزة التي هي واوا، فاجتمع واوان فأدغمت إحداهما في الأخرى فقالوا فقلبت الهمزة التي هي فاء واوا، فاجتمع واوان فأدغمت إحداهما في الأخرى فقالوا أول، والتأويل عندهم: تفعيل من آل، فاعلم ذلك، ومن جعل أولا غير مصروف