رد هذا القول بأنها لو كانت للنداء لضم آخر الاسم، فقيل: أمين، حكى أبو الحسن الأخفش: أنه اسم أعجمي بمنزلة قابيل وهابيل، فإن سمي به لم ينصرف للتعريف والعجمة.

قال الشارح: والقول الأول هو المعول عليه وهو الذي يعضده الدليل والقياس والله أعلم، فأما البيت الثاني الذي أدخله شاهدًا على مد آمين وهو:

(يارب لا تسلبني حبها أبدًا ... ويرحم الله عبدًا قال أمينًا)

فإن الشاعر وهو مجنون بني عامر صاحب ليلى دعا ربه ألا يذهب حبها من قلبه، وآمين في موضع نصب بالقول لأنه هو المقول.

قوله: (وتقول تلك المرأة وتيك المرأة ولا يقال ذيك)

قال الشارح: (39 أ) اعلم أنه يقال للمذكر إذا أشير إليه: ذا وذاك وذلك، فذا يستعمل للأقرب، وذاك لما هو أبعد منه، وذلك لأبعد الثلاثة، ولذلك أتى باللام معه لبعد المشار إليه، ويقال للمؤنث: تاوتي وذه وذي وتاك وتبك وتلك وتالك، فتاوتي وذه وذي يشار بهن للقريبة، وتاك وتيك للتي هي أبعد، وتلك وتالك لأبعدهن، ولذلك دخلت اللام فيهما كما دخلت في ذلك، فإذا دخلت هاء التنبيه قلت: هذا وهذاك وهاتاك وهاتيك وهذه وهذى، قال الشاعر:

(وليس لعيشنا هذه مهاه ... وليست دارنا الدنيا بدار)

وقال الآخر:

(قد احتملت مي فهاتيك دارها ... بها السحم تردي والحمام المطوق)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015