ولا وجه لرده؛ لأنه صحيح في معناه، وشتان: اسم للفعل مبني على الفتح، لوقوعه موقع الفعل الماضي، وكان الفراء يجيز فيه الكسر، وزيد: فاعل شتان كأنه قال: بعد زيد وعمرو كذلك ما أيضًا: فاعله بشتان في قوله: شتان ما بينهما، كأنك قلت: بعد ما بينهما، وهي بمعنى: الذي والظرف الذي بعدها: صلتها، وأما قوله: شتان ما هما، فما هنا: زائدة، وهما: فاعل بشتان، كما كانت زائدة في بيت الأعشى المتقدم أعني:

(شتان ما يومي على كورها)

وشتان مما استعمل في الخبر، وكذلك: (سرعان ذي إهالة) وهيهات زيد، وأما سائر أسماء الأفعال فإنما استعملت في الأمر نحو: تزال ودراك ووريد وبله وما أشبه ذلك.

وقوله: (ما هذا بضربة لازب وبالميم إن شئت)

قال الشارح: أما الأفصح فالباء والعرب تبدل الباء ميمًا نحو قولهم: سيد رأسه وسمده إذا حلقه وأغبطت عليه الحمى وأغمطت، إذا دامت وهو ركبة سوء وركمة سوء أي: ولد سوء، ومعناه بالميم: ليس بمفروض ولا واجب، ومعناه بالباء: بلا حق، والضرب هنا معناه: وجوب الحق، والتقدير: ما هذا بضربة لازب، قال القطامي:

(فلما بدا حرمانها الضيف لم يكن ... على مناخ السوء ضربة لازب)

وحكى الفراء: ما هذا بضربة لاتب بالتاء.

وقوله: (وهو أخوه بلبان أمه)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015