رجع، والتقدير: رجع وهذه حالته، والنصب على وجهين، أحدهما: أن يكون مفعولاً كقولك: رد عوده على بدئه، والوجه الآخر: أن يكون حالاً في قول سيبويه، لأن معناه: رجع ناقصًا (33 ب)، مجيئه، ووضع هذا في موضعه، كما تقول: كلمته فاه إلى في، أي: مشافهة وبايعته يدًا بيد، أي: نقدًا ويجوز أن تقول: فوه إلى في، أي: وهذه حاله، ومن نصب فمعناه: في هذه الحال وأما بايعته يدًا بيد، فلا يكون فيه إلا النصب لأنك لست تريد بايعته ويد بيد، كما كنت في الأول، إنما تريد لنقد ولا تبالي أقريبًا كان أم بعيدًا ورجع عوض على بدئه عند سيبويه من الأحوال التي أتت معارف نحو: أرسلها العراك، وطلبته جهدك، والحال عند ابن السراح وأبي علي وهو الفعل الذي وقع المصدر موقعه، والتقدير فيه عنده: رجع يعود على بدئه وكذلك يقدر نظائره، نحو: أرسلها تعترك وطلبته تجتهد، فهذه الأفعال هي الأحوال ومصادرها وهي: العود والعراك والجهد دالة عليها، والكوفيون لا يجيزون الحال إذا كان معرفة، فقيل لهم: بم نصبتم: كلمت زيدًا فاه إلى في، فقالوا: بإضمار فعل والتقدير: كلمت زيدًا جاعلاً فاه إلى في، وهذا التقدير لا يطرد لهم في أكثر هذه المسائل.
قوله: (شتان زيد وعمرو وشتان ما هما نون شتان مفتوحة، وإن شئت قلت شتان ما بينهما)
قال الشارح: هذا الذي ذكر هو قول الجمهور، وقال الأصمعي فأجاز شتان ما هما، واحتج بقول الأعشى:
(شتان ما يومي على كورها ... ويوم حيان أخي جابر)
ولم يجز شتان ما بينهما، ورد بيت ربيعة الرقي؛ لأنه من المحدثين والبيت:
(لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم والأعز بن حاتم)