عمير وحطأت بين كتفيه: (وهذا ومذقة خير) فأرسلتها مثلاً.
وروى أبو عبيدة معمر بن المثنى أن دختنوس بنت لقيط كانت تحت عمرو ابن عمرو بن عدس وكان شيخًا أبرص، فوضع رأسه ذات يوم في حجرها فأغفى فسال لعابه فانتبه فألفى دختنوس بنت لقيط تأفف، أي تقول: أف أف، فقال: أيسرك أن أفارقك؟ قالت: نعم، فطلقها (34 أ) فنكحت فتى ذا جمال وشباب من بني زرارة، ثم إن بكر بن وائل أغارت على [بني] دارم، فأخذوا دختنوس سبية، وقتلوا زوجها، فأدركهم الحي فقتل عمرو بن عمرو ثلاثة منهم، وكان في السرعان، وسل منهم دختنوس، وجعلها أمامه، وهو يقول:
(أي خليليك رأيت خيرًا ... أألعظيم فيشة وأيرا)
(أم الذي يأتي العدو سيرًا)
فتزوجت شابًا آخر منهم وهو عمير بن معبد بن زرارة، ثم إنهم أجدبوا فبعثت دختنوس إلى عمرو خادمها، وقالت لها: قولي لأبي شريح يبعث لنا حلوبة، فقال لها عمرو: الصيف ضيعت اللبن فذهبت مثلاً، قال أبو عبيد: يعني أن سؤالك إياي الطلاق كان في الصيف، فيومئذ ضيعت اللبن بالطلاق، وقيل معناه: أن الرجل إذا لم يطرق ماشيته في الصيف كان مضيعًا لألبانها حينئذ، ويروى: (الصيف ضيحت اللبن) بالحاء بدلاً من العين، من الضياح، وهو اللبن الممذوق الكثير الماء، يريد: في الصيف أفسدت اللبن وحرمته نفسك، والصيف: منصوب على الظرف، أو على أنه مفعول على السعة والعامل فيه: ضيعت اللبن في الصيف، والمثل أتى على مخاطبة المؤنث فهو يستعمل على هذه الصورة في المذكر والمؤنث،