يعني: رجلاً قتل أبوه فأخذ ديته إبلاً، يقول: إذا شربت لبن الإبل التي أخذتها في دية أبيك، فكأنك إنما شربت دمه، وهذا يضرب مثلاً للذي تصيبه الحاجة والفقر، فيبذل وجهه، وإنما يعرف الشريف بصبره عند الحاجة، كما قال الشاعر:

(وإني لعف الفقر مشترك الغنى ... سريع إذا لم أرض داري احتماليا)

قال أبو عبيد في الأمثال: وذكر بعض أهل العلم أن المثل للحارث بن السليل الأسدي قاله لامرأته ريا، وكان شيخًا كبيرًا فنظرت يومًا إلى فتية شباب فتنفست صعدًا ألا تكون امرأة لأحدهم، فعندما قال لها الحارث: ثكلتك أمك قد تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها، قال الزبير والتي تقول:

(مالي وللشيوخ الناهضين كالفروخ)

قوله: (تحسبها حمقاء وهي باخس هكذا جرى المثل وإن شئت قلته بالهاء)

قال الشارح: يريد بقوله وهي باخس: أنها تبخس الناس حقوقهم وتظلمهم، قال الله تعالى: {ولا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ} [الأعراف: 85].

قال الشاعر:

(فأكرمه لدى الأزمات جهدي ... وأعطي الحق منه غير بخس)

(33 أ) وحذفت الهاء على معنى النسب، أي: ذات بخس، كما تقول: طالق وحائض، أي: ذات طلاق، وذات حيض، وإن جعلته جاريًا على فعله أثبت الهاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015