فقلت: باخسة والهاء في تبسخها: هي المفعول الأول لتحسب، وحمقاء: المفعول الثاني، وقوله: هي باخس: مبتدأ وخبر، وهذا المثل يضرب للرجل يطيل الصمت حتى يحسب مغفلاً، وهو ذو فكر.
قوله: (الكلاب على البقر، ترفع الكلاب وتنصبها)
قال الشارح: يضرب هذا المثل في قلة عناية الرجل، واهتمامه بشأن صاحبه، وأصله: أن يخلى بين الكلاب وبين بقر الوحش، وحكى الخليل وابن دريد: أن منهم من يقول: الكراب على البقر، وكراب الأرض: حرثها، أي: حرث الأرض وإثارتها على البقر، فيرتفع الكراب على هذا الوجه بالابتداء، وعلى البقر: في موضع الخبر، وذكر سيبويه في المنصوبات: الظباء على البقر، أي: خل الظباء على البقر، فتكون الكلاب على هذا منصوبة بفعل مضمر تقديره: خل الكلاب على البقر كما قدر سيبويه، ومن رفع الكلاب رفعها بالابتداء، وكان الخبر محذوفًا، والتقدير: الكلاب متروكة على البقر.
قوله: (أحمق من رجلة) وقد تقدم الكلام عليها.
(وتقول: أحشفأ وسوء كيلة)
قال الشارح: هذا المثل يضرب للرجل يسرق في الكيل، وهو في ذلك يبيع أردأ المتاع، وترجم أبو عبيد على هذا المثل، وما شاكله [في] باب الظلم في الخلتين من الإساءة لا يجتمعان على الرجل، والحشف: اليابس من التمر الذي لا خير