سقط الحافض تعدى الفعل، فنصب، قالت ليلى:
(فإنك لو فعلت خلاك ذم ... وفارقك ابن عمك غير قال)
وهذا المثل يضرب في الإعذار في طلب الحاجة، يقال: إنما عليك أن تجتهد في الطلب وتعذر لكي لا تذم فيه، وإن تقض الحاجة، والمثل لقصير بن سعد اللخمي قاله لعمرو بن عدي حين أمره أن يطلب الزباء بثأر خاله جذيمة بن مالك، قال: أخاف ألا أقدر عليها، فقال له: اطلب الأمر وخلاك ذم، فذهبت مثلاً.
(وتقول: تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها، أي لا تكون ظئرًا لقوم)
قال الشارح: أي دابة لإنسان تسقي لبنها لغير ابنها، وتأخذ على ذلك الأجرة، والظئر: المرضعة غير ولدها من الناس والإبل، والحرة: الكريمة الحسيبة والعامة تقول: تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها، أي: لا تأكل لحم الثدي، وذلك خطأ لا وجه له، ولكن يجوز ولا تأكل ثدييها على تأويلين: أحدهما: أن يراد أجر ثدييها، أو ثمن ثدييها، ويحذف المضاف ويقام المضاف إليه مقامه، وهذا كثير، والتأويل الثاني: على غير حذف ويكون المعنى: أنها إذا أكلت أجر ثدييها كأنها قد أكلت الثديين أنفسهما، ونحو من هذا قول الشاعر:
(إذا صب ما في القعب فاعلم بأنه ... دم الشيخ فاشرب من دم الشيخ أودعا)