وما وصف به نفسه في أعظم آية في كتاب الله:

بيان هذا أنه يدخل فيما سبق من القواعد السلفية أيضاً ما وصف الله به نفسه في أعظم آية في كتابه في آية الكرسي، فإنها أعظم آية في كتاب الله، ودليل ذلك ما "في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا أُبي، أتدري أي آية في كتاب الله أعظم؟ " قال: {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليهنك العلم أبا المنذر" 1، فأخبر في هذا الحديث الصحيح أنها أعظم آية في القرآن، وفي ذاك أنها أعلى شعب الإيمان، وهذا غاية الفضل، فإن الأمر كله مجتمع في القرآن، والإيمان، فإذا كانت أعظم القرآن، وأعلى الإيمان ثبت لها غاية الرجحان"2. ولا غرو فإنه ليس "في القرآن آية واحدة تضمنت ما تضمنته آية الكرسي"3 من الصفات العظيمة، والمعاني الجليلة.

{اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} ،

في هذه الآية الكريمة العظيمة إثبات انفراد الله بالألوهية4، وفيها إثبات اسم الحي، وصفة الحياة، واسم"الحي مستلزم لجميع الصفات، وهو أصلها، ولهذا كان أعظم آية في القرآن {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ القيُّومُ} [البقرة: 255] ، وهو الاسم الأعظم، فاستلزم جميع الصفات، فلو اُكتُفيَ في الصفات بالتلازم لاُكتُفيَ بالحي"5.

وفيها إثبات اسم القيوم، وصفة القيومية، ومعنى "القيوم، القائم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015