"فالصمدية تثبت له الكمال، والأحدية تنفي مماثلة شيء له في ذلك"1.
"وهذان الاسمان: الأحد، والصمد لم يذكرهما الله إلا في هذه السورة"2.
{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص: 3] .
هذه الآية الكريمة تضمنت تنزيه الله "نفسه عن أن يكون له ولد، وأن يخرج منه شيء من الأشياء كما يخرج من غيره من المخلوقات، وهذا من تمام معنى الصمد كما سبق في تفسيره أنه الذي لا يخرج منه شيء، وكذلك تنزيه نفسه عن أن يولد – فلا يكون من مثله- تنزيه له أن يكون من سائر المواد بطريق الأولى، والأحرى"3.
{وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4] .
في هذه الآية الشريفة "نفي للشركاء، والأنداد، يدخل فيه كل من جعل شيئاً كفواً لله في شيء من خواص الربوبية مثل: خلق الخلق، والإلهية، كالعبادة له، ودعائه، ونحو ذلك"4، فإنه "ليس شيء من الأشياء كفواً له في شيء من الأشياء؛ لأنه أحد"5، فقوله في أول السورة: {اللَّهُ أَحَدٌ} مع هذه الآية "ينفي المماثلة، والمشاركة"6.