وتؤمن الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره.

وبيان هذا أن "الإيمان بالقدر من أصول الإيمان كما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل قال: "الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وبالبعث بعد الموت، وتؤمن بالقدر خيره وشره"1، وقد تبرأ ابن عمر، وغير من الصحابة من المكذبين بالقدر"2، ويدل عليه أيضاً قوله – تعالى –: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49] فهو "– سبحانه – يعلم قبل أن يخلق الأشياء كل ما سيكون، وهو يخلقه بمشيئته فهو يعلمه، ويريده"3.

"والآيات، والنصوص المثبتة للقدر كثيرة جداً"4 سيأتي شيء منها – إن شاء الله-.

والقدر من حيث اللغة "يراد به التقدير"5. "وهو علم الله، وكتابه، وما طابق ذلك من مشيئته، وخلقه"6، ويمكن أن يقال: قدر الله: "هو حكمه الكوني"7، ولذلك "قال الإمام أحمد: القدر قدرة الله، واستحسن ابن عقيل هذا الكلام جداً، وقال: هذا يدل على دقة علم أحمد، وتبحره في معرفة أصول الدين، وهو كما قال أبو الوفاء، فإن إنكار القدر إنكار لقدرة الرب على خلق أعمال العباد، وكتابتها، وتقديرها"8.

والذي عليه أهل السنة والجماعة من الصحابة، والتابعين لهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015