* قوله: "حتى يقضى بينهم": (حتى) هذه تعليلية، وليست غائية؛ لأن شفاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - تنتهي إليه قبل أن يقضى بين الناس؛ فإنه إذا شفع؛ نزل الله عزَّ وجلَّ للقضاء بين عباده وقضى بينهم.
ونظيرها قوله تعالى: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} [المنافقون: 7]؛ فإن قوله: {حَتَّى يَنْفَضُّوا}: للتعليل؛ أي: من أجل أن ينفضوا، وليست للغاية؛ لأن المعنى يفسد بذلك.
* قوله: "بعد أن يتراجع الأنبياء؛ آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم عن الشفاعة": أي: يردها كل واحد منهم إلى الآخر.
* شرح هذه الجملة ما رواه البخاري ومسلم (?) عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون فيم ذلك؟ يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد؛ يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، وتدنو منهم الشمس، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس: ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعضهم لبعض: عليكم بآدم! فيأتونه، فيقولون له: أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك؛ ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم