قال رحمه الله بعد ذلك: وقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى:11] ، هذا فيه إثبات صفتي السمع والبصر لله سبحانه وتعالى بعد ذكر الصفتين المتقدمتين: العلم والقدرة، والسمع والبصر صفتان ثابتان لله جل وعلا بالكتاب والسنة، والإجماع والعقل؛ فإن السمع والبصر من صفات الكمال التي يدل عليها العقل؛ ولذلك فإن مثبتتة الصفات من أهل الكلام يثبتون السمع والبصر، لا لكونهما ثبتتا بالكتاب والسنة بل لكون العقل قد دل على ثبوتهما، فقالوا: إذا كان الله عز وجل حياً قادراً عليماً؛ فإما أن يكون يسمع أو لا يسمع، وإما أن يكون يبصر أو لا يبصر، وعدم السمع والبصر نقص، واتصافه بهما كمال؛ ولذلك أثبتوا لله عز وجل السمع والبصر.