ثم قال: {لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} ، وهذا فيه إثبات ملك الله سبحانه وتعالى للسماوات والأرض، له السماوات والأرض وما فيهما، فكلها مملوكة لله سبحانه وتعالى، وهذا فيه عظيم ملكه جل وعلا، ولإثبات عظيم الملك جاء النفي بعده في قوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} [البقرة:255] ؛ فإن النفي هنا لإثبات تمام الملك، وأنه من تمام ملكه وكمال ربوبيته وقدرته وتصرفه وانفراده بالتدبير لا يمكن أن يشفع أحد عنده إلا بعد إذنه، ففهم من هذا النفي إثبات كمال الربوبية والملك الذي أفاده قوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} ، وهذا ثالث سلب ونفي جاء في هذه الآية، وعرفنا أن فائدته إثبات كمال الصفة التي تقدم ذكرها.