والخلاصة في أنواع الشفاعات الثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم ولغيره أن هذه الشفاعات هي الشفاعة العظمى، وهذه خاصة به، والشفاعة في دخول الجنة، وهي خاصة به، والشفاعة لعمه أبي طالب، وهي خاصة به، والشفاعة فيمن استحق النار ألا يدخلها، وهذه له ولغيره، وليست خاصة به، والذي يتميز به عن غيره فيها وفيما يأتي أنه أوفر حظاً ونصيباً، والشفاعة فيمن دخل النار أن يخرج منها.
وبقي نوع سادس من أنواع الشفاعة لم يذكره المؤلف رحمه الله، وهو شفاعته صلى الله عليه وسلم في رفع الدرجات في الجنة، واستدلوا لهذا بحديث أبي سلمة وفيه أنه دعا له فقال: (اللهم ارفع درجته في المهديين) ، وكذلك استدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم في دعائه لـ عبيد أبي عامر: (واجعله فوق كثير من خلقك) ، لكن هذه ليست خاصة به، لكن هذا النوع من الشفاعة حصل في الدنيا، فالدعاء كان في الدنيا، والكلام في الشفاعات التي تكون في الآخرة.
ويمكن أن يستدل لهذا النوع من الشفاعة بقوله تعالى: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} [الطور:21] ، فإلحاق الذرية يكون برفع درجاتهم، وهذا فيه أن هذه الشفاعة -وهي شفاعة رفع الدرجات- ليست خاصة بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.