قال المؤلف رحمه الله: [فإن الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك، كما يؤمنون بما أخبر الله به في كتابه، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل هم الوسط في فرق الأمة] .
يقول رحمه الله: (فإن الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة -جعلنا الله منهم- يؤمنون بذلك) أي: يؤمنون بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه.
قوله: (بذلك) اسم الإشارة عائد إلى الأحاديث التي فيها إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه جل وعلا، وإيمانهم بهذه الأحاديث كإيمانهم بما دل عليه الكتاب ولذلك قال: (كما يؤمنون بما أخبر الله به في كتابه العزيز) أي: أنهم لا يفرقون بين ما ثبت في الكتاب وما ثبت في السنة كطريق أهل البدعة، بل ما ثبت في السنة فهو كالثابت في الكتاب من حيث الإيمان بما تضمنه وما دل عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أنزل عليه القرآن ومثله معه كما قال (ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه) أي: مثله في وجوب الإيمان والقبول، وإلا فليس مثله في الدرجة، وليست المثلية من كل وجه، إنما المثلية في الإيمان والقبول، وهو ما أخبر به صلى الله عليه وسلم، وقد جاء ذلك في القرآن في قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر:7] ، وقد تقدم الكلام على هذا في أول الفصل عند أن تكلم عن منزلة السنة من القرآن.
ثم قال رحمه الله: (كما يؤمنون بما أخبر به في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل) وقد تقدم الكلام على هذه الضوابط فيما سبق.