قال المؤلف رحمه الله: [ومن الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت، فيؤمنون بفتنة القبر وبعذاب القبر ونعيمه.
فأما الفتنة: فإن الناس يمتحنون في قبورهم فيقال للرجل: من ربك؟ وما دينك؟ وما نبيك؟ فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فيقول المؤمن: ربي الله، والإسلام ديني، ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي.
وأما المرتاب فيقول: هاه هاه، لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته.
فيضرب بمرزبة من حديد، فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصعق.
ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب إلى أن تقوم القيامة الكبرى].
فلا شك أن الناس يفتنون في قبورهم.
والدليل على ذلك ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: (إن الناس يفتنون في قبورهم مثل فتنة الدجال)، أو قال: (قريباً من فتنة الدجال).
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم طبيعة هذه الفتنة كما في حديث البراء بن عازب الذي رواه الإمام أحمد في المسند وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن البراء بن عازب رضي الله عنه في حديث طويل، وفيه: أن المؤمن يسأل عن ربه فيقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله.
ويقال له: وما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام.
فيقال له: ومن نبيك؟ فيقول: نبيي محمد صلى الله عليه وسلم، ففتنة الناس في قبورهم ثابتة.