وموضوع الرؤية تحدث عنه العلماء في مصنفاتهم بطريقتين: الطريقة الأولى: أن يفردوا له مصنفاً خاصاً ويكون هذا المصنف جميعه في باب الرؤية.
والطريقة الثانية: أن يتكلموا عن موضوع رؤية الله سبحانه وتعالى ضمن باب من أبوب متعددة في العقيدة.
وموضوع الرؤية يوجد في كل كتب الاعتقاد، سواءً القديمة أو المتأخرة مثل: الشريعة للآجري، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي، والسنة لـ عبد الله بن الإمام أحمد، وغيرها من مصنفات العقيدة القديمة الطويلة، وكذلك كتب العقيدة المتأخرة مثل هذا الكتاب، ومثل: لمعة الاعتقاد، وغيرها من كتب العقيدة، فكلها يوجد فيها فصل أو باب في الحديث عن رؤية الله عز وجل.
وأما الكتب التي أفردت موضوع الرؤية بالتصنيف فهي: كتاب الرؤية للإمام أحمد رحمه الله.
ذكر ذلك ابنه عبد الله في كتابه السنة، وأنه قرأه عليه، غير أنني لم أجد هذا الكتاب ولم أطلع عليه لا مخطوطاً ولا مطبوعاً.
والكتاب الثاني هو: كتاب الرؤية لـ ابن أبي داود السجستاني، وهذا الكتاب أيضاً لا أعلم وجوده، وولكن يذكره أهل العلم، ونقل ابن القيم رحمه الله في حادي الأرواح، وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى عن هذا الكتاب.
وكتاب: رؤية الله تبارك وتعالى لـ ابن النحاس، وابن النحاس هذا توفي في سنة 416، وهذا الكتاب طبع في الهند في الدار العلمية في لاهو بتحقيق محفوظ السلفي.
والكتاب الرابع: الرؤية لـ ابن الأعرابي.
وهذا الكتاب مخطوط، وتوجد منه نسخة في المكتبة الظاهرية في دمشق.
والكتاب الخامس: كتاب التصديق بالنظر إلى الله تبارك وتعالى في الآخرة للآجري.
وهذا الكتاب طبع بهذا العنوان مستقلاً.
وهو في الحقيقة جزء من كتاب الشريعة للآجري، وقد طبع كتاب الشريعة في بداية الأمر بتحقيق الشيخ محمد حامد الفقي في جزء واحد صغير، ثم طبع بعد ذلك في ستة أجزاء بتحقيق الدكتور عبد الله الدميجي، وقد ذكر وحقق أن هذه الرسالة جزء من الشريعة للآجري.
وكذلك لـ أبي نعيم كتاب في الرؤية.
ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ولم أطلع عليه.
وأيضاً للبيهقي رحمه الله: كتاب في الرؤية.
ذكره الذهبي في ترجمته في تذكرة الحفاظ.
وأيضاً لم أطلع على هذا الكتاب مخطوطاً ولا مطبوعاً.
ومن أكبر الكتب في الرؤية: كتاب الرؤية للدارقطني رحمه الله، وقد صنفه على طريقة المحدثين، وذكر فيه 286 رواية تقريباً بالمكرر.
وقد بحث شيخ الإسلام رحمه الله موضوع الرؤية في أماكن متعددة من كتبه ورسائله، وتكلم عن موضوع الرؤية ابن القيم رحمه الله كلاماً طويلاً في كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، وقد أطال الكلام في موضوع رؤية الله عز وجل، وفصّل فيها كثيراً، رحمه الله تعالى.